أسهمت الصهيونية برسم صورة للعربي تظهره بدوياً مرافقاً للجمل ، زادت الوهابية هذه الصورة "جمالا" وأصبح العربي الذي يرافق الجمل يشرب من بوله ايضاً للتداوي به ، الى ان جاء ابن لادن ليرسم لنا صورة رديفة لتلك الصورة المخزية بعد ارتكابه لجريمته في ١١ أيلول في امريكا . بعدها امسى كل العرب والمسلمين يعاملون في مطارات أوربا كإرهابيين .

أغلب المجتمعات الغربية نزعت التطرّف والتعصب والكراهية بعد ان ذاقت مرارتها في الحرب العالمية الثانية ومالت تلك المجتمعات الى الانفتاح والتسامح والعيش المشترك ، لكن اغلبها عاد بردة فعل الى التعصب والعنصرية بعد جرائم ارتكبها الوهابيون بحق الابرياء والآمنيين منهم . لا أبرر للعنصريين افعالهم وهم مدانون ايضا ، لكن ما حصل يعتبر كتحصيل حاصل .

صحيح ان اسبابا داخلية دفعت الناخب الامريكي لاختيار المرشح عن الحزب الجمهوري ترامب واحدة من اهم أسباب فوزه هو خطابة المتشدد وإعلانه صراحة اثناء حملته الانتخابية نيته منع المسلمين من دخول امريكا ، للسبب ذاته يحصد اليمين المتطرف في أوربا مزيدا من التعاطف والتأييد والتحاق المزيد من المتعصبين الجدد به .

بفوز ترامب فازت العنصرية على الاعتدال، وعلى خطى ترامب ستحصد السياسية العنصرية الفرنسية ماري لوبان نتائج الانتخابات الفرنسية المقبلة بعد ان سبقتها الى موقع القيادة احزاب عنصرية نالت الأغلبية في بعض دول وربا وستتحول اغلب دول أوربا تدريجيا بعد حين الى حكم اليمين العنصري المتطرف .

لا أحد ينكر ان التطرّف نزعة داخل النفس، لكنها بحاجة الى عوامل موضوعية تخرجها من داخل النفوس الى العلن لتصبح ممارسة ومن ثم تستهوي هذه الممارسة اتباع لتصبح ظاهرة .

اهم عامل ايقظ التطرّف الخامد داخل نفوس الأوربيين والغربيين هو التطرّف الوهابي وجرائم الوهابية بحق المجتمعات الغربية الآمنة وبحق البشرية جمعاء.

المال السعودي الذي نشر الوهابية داخل المجتمعات الغربية واشترى سكوت الحكومات الغربية على انتشار التشدد والكراهية عبر مساجد ومدارس الوهابية في الغرب قابله رفض شعبي غربي لَبْس لباس التشدد الوهابي بفعل معاكس .
المسلمون والأبرياء حول العالم هم من دفع وسيدفع ثمن جرائم الوهابيين نتيجة لسكوت المنافقين من ساسة الغرب .

مبروك للوهابيين حصاد جرائمهم وتشددهم وتكفيرهم لكل اصحاب الديانات والمذاهب المختلفة، فتكفيرهم وجرائمهم ولدت ردة فعل معاكسة قادت بعض الشعوب الامنة البريئة الى ان تختار التطرّف بشعور إرادي وربما لا إرادي في بعض الأحيان، لأنهم يشعرون ان اختيارهم للساسة المتطرفين هو الطريق الوحيد لعيشهم بأمان وهو الطريق الانجع لردع تطرف -الطرف الاخر- الوهابية.

هذه السياسة ستجلب للبشرية جمعاء الكوارث مالم يستأصل منبع التطرّف الوهابي كي لا نعطي للاخرين الذرائع ليقعوا بشباك اليمين والتعصب ولكي لا يختاروا ساسة متعصبين وأحزاب عنصرية .

اجمل تعليق قراءته على فوز ترامب وخسارة كلنتون كان: "فاز ابو لهب على حمالة الحطب".
قطار التطرّف الوهابي قطار ركب سكة الماضي الملغوم يريد الوصل بعربات الماضي الى المستقبل وهو كمن يقوم بعملية "تأميم للحاضر والمستقبل من اجل الماضي".

صدق مكسيم غوركي حين قال: "قافلة الماضي لن تصل بك الى اي مكان".

بفوز ترامب تكون الوهابية قدمت اخر منتجاتها للعالم.
"
العقل الضيق يقود دائما الى التعصب" أرسطو