شعوب تقدّس الموت |
بكل صراحة يجب أن نتكلم وأن نضع النقاط على الحروف , نعم هذا العنوان الرئيسي تندرج تحتهُ قائمة كبيرة من “شعوبنا ” التي تهتم وتقدس الموت أكثر من الحياة والعيش الكريم، ودائماً هناك أفكار تربي عليها الأجيال والأبناء والتي تخلد وتقدس الممات والعمل لأجلهِ والكفاح والمثابرة من أجل الموت فقط!. فهل هناك موروث لهذا الفكر والثقافة والفعل أم هي أفكار جديدة طالت شعوبنا التي تسكن في العالم العربي؟.
لو نلاحظ اليوم بشكل عام المنطقة العربية نجد أنها تخلد ذكرى القادة والعلماء والشخصيات الوطنية وغيرها في أذهان الناس، وتحث ليل نهار الأجيال الجديدة على الخوض في “الصراعات التأريخية والسياسية والدينية” التي سببت الكثير من الحروب والمأساة!.
والسؤال المهم هنا لماذا دائماً تستذكر تلكَ الأحداث بطابع الحزن والأسى ولا نحاول أن نأخذ العبرة النافعة منها للحياة التي نعيشها اليوم فقط؟. لا بل العكس هو الصحيح نغوص ونغوص في ذاكرة التأريخ والحضارة بطابع يخلد الموت ويقتل الطموح للحياة بالشكل الصحيح، الذي ممكن من خلالهِ أن ندفع بعجلةِ الحياة نحو التقدم والازدهار والعيش الكريم..
من هذا الجانب يجب أن أشير إلى أهم ما يميز شعوبنا:
1) شعوب العالم العربي تخلد الموت في نفوس الأجيال الجديدة دائماً وأبداً ! من خلال المناهج الدراسية وكتب التأريخ وأحداثها ، وكذلك من خلال منابر الدين التي لاتنفك دائماً وأبداً عن ذكر وشرح الأحداث التي راقت فيها الدماء ودمرت فيها البلاد والحضارات .
2) الصورة السائدة دائماً في مخلية المواطن العربي هي أن حياة الأجداد والأموات قبلهُ سواء بعشرات أم المئات أم الآلاف من السنين، هؤلاء الأموات عاشوا حياةً أفضل منهُ اليوم ومن الناس الذين سوف يأتون بعدهُ ! هذا هو المعنى الحقيقي الذي دمر معالم الحياة في أذهان وقلوب الأجيال الجديدة والحالية!. التي لم ترث إلا هذه الحكايا والمقابر والحروب التي أخذت ونالت منا الكثير .
بهذه السلبيات التي توارثناها ونعيشها اليوم وفي كل يوم نكون قد قتلنا الطموح لدى “الجيل الجديد” وحرمناه من محاولة النهوض بواقع شعوبنا العربية.. التي دائماً ما تنظر إلى الخلف والماضي المميت وتقدس فيه ليل نهار وأهملت الحاضر والمستقبل!. الذي لا تطمح فيه إلى الوصول للعلى أو مجاراة عصر اليوم وما يحدث من تطورات علمية وتقنية.
وفي الختام أحب أن أوجه رسالة إلى شعوبا العربية التي تقدس الموت وتحث عليه ليل نهار ، عليها أن تنتبه وتقدس (الحياة) التي يجب أن نهتم بها ونحاول قدر الإمكان أن نتقدم فيها و نجعل منها حياة الإنسان التي يستحق أن يتواجد فيها، ويعمل جاهداً لكي يصل من خلالها إلى أعلى المستويات ..
أتمنى أن تصل هذه الرسالة وان تحمل على محمل الجد ،
وان يعاد النظر في كل المناهج الدراسية والخطب الدينية وحتى السياسية والبرامج التلفزيونية والإذاعية. التي لم تورث إلا الموت وزرع الموت في النفوس بدل زرع الحياة والأمل في العيش الكريم.. |