عرس عراقي في بريطانيا ... يعلمنا درسا في المواطنة الحقة |
جمال الطبيعة يكمن في ألوانها المختلفة، وجمال الشعب العراقي يكمن في اطيافه ومذاهبه واديانه المتنوعة، الذي تشكل بحق ارثا ثقافيا ونسيجا مجتمعيا يحسد عليه. وبعيدا عن السياسة كما قال الاعلامي علي خلف الذي أردفنا بخبر أنزل الغبطة في أوصالنا، ورسم خطوط أمل عريضة في دواخلنا، واحي فينا أياما خوالي، عاشها الشعب العراقي في حب ووئام، ولحمة وتماسك تنكسر معه شوكة الدخلاء الذين أرادوا تفكيك ذلك النسق العراقي الجميل. لقد أفادنا الزميل علي خلف بعقد قران كاثوليكي في مبنى المجلس المحلي لمدينة هودور سفيلد شمال بريطانيا، بين شاب عراقي طالب في دكتوراه، مسيحي، اسمه فراس باشي والشابة الامريكية ايفا من اصل عراقي، الا ان المميز في هذا كله يكمن في كون جميع الحضورمن المسلمين والشهود أيضا عدا العروسان. ويضيف خلف أن الشاهدان على الزواج كانا مسلمان من كردستان العراق وهما زميلا العريس في الدكتوراه، وان ما تبقى من الحضور فهم خليط من السنة والشيعة يمثلون جميع محافظات العراق. وقال احد الحاضرين اسمه باسم وهو طالب الدكتوراه متحدثا من بغداد قائلا "لقد اصطحبت معي عائلتي لنعوض على فراس فراق اهله ولربما احساسه بالوحده". فيما ذكر الطالب علي وهو من البصرة قائلا: "انا ايضا اصطحبت معي عائلتي لدعم العريس والعروسة معنويا ولتعويض غياب اهليهما وهذا يعد تصرفا بسيطا من صديق لصديقه في مثل هكذا ظروف". ان هذا الحدث رغم ان البعض يراه حدثا بسيطا، لكنه يحمل في طياته معاني عظيمة لو فهمها الناس، لاستطاعت ان تحول حال ومصير بلد في لمحة البصر. يجب على العراقيين شمالا وجنوبا ان يحتذوا بهذه المشاعر التضامنية والاخوية ويتركوا الصراعات الطائفية جانبا، لان في ذلك راحة لهم ولابنائهم ولارضهم ولشمسهم وليلهم وان اي نعرات طائفية محمومة لا تخدم الا اعداء بلاد الرافدين التي ستبقى دائما وابدا حضنا دافئا لكل ابناءه. |