تتذكر طفولتنا تلك الاغنية الاسطورية للمطرب والممثل المصري الراحل محمد فوزي ، وكان تلفزيون الابيض والاسود العراق يبثها بعد افلام كارتون ومقدمتها الغنائية تبدأ هكذا ( ماما زمنها جاية .. جايه بعد شوية ...جايبة العاب وحاجات ) تلك الاغنية ارخت لبراءة طفولتنا ، وتلك الخيالات الزرقاء التي يطوف فيها خيال الامهات كما تطوف الملائكة في الحكايات السحرية ، وربما بسبب هذا عذوبة أناشيد طفولة ماما والاب والوردة والوطن استطعنا ان نكبر بصورة صحيحة ، ليس لاننا جعلنا من صوت محمد فوزي قدوتنا ، بل لأن هذه الاغنية وغيرها من هواجس الطفولة من الاراجيح الى احذية معونة الشتاء التي توزعها الدولة للتلاميذ الفقراء ، كانت تمثل بعض اساسيات بناء ارواحنا وعقولنا وابداعتنا ، وعلى حد قول شاعر فرنسا الحاصل على جائزة نوبل سان جون بيرس قوله : الم تكن هي الطفولة ، فماذا كان هناك قديما ، ولم يعد له وجود ). هذا السؤال اوجهه الى العقل الداعشي المتخلف والهمجي والبربري عندما يختم وليهم ابو بكر البغدادي على أمرٍ من ديوان الخليفة بضرورة تدريب الاطفال من سن 8 سنوات وما فوق على السلاح واساليب القتال الاولى حتى الطعن بالسكين. وفعلا كانت هناك حصتين مدرسيتين لهذا الطقس الهمجي ، وتم تجهيز الاف البدلات المرقطة ليرتديها الاطفال وهم يصطفون بذعر وبراءة وربما بحماس طفولي من البعض امام ملتح بعمر اباؤهم ليدربهم على اساليب الموت والقتل وحتى تفخيخ الجسد.تلك البشاعة في جانبها الفقهي والانساني والحضاري لن تكون مقارنا مع اغنية محمد فوزي . في ذلك الزمن البعيد كان لطفولتنا كامل برائتها ، وفي هذا الزمن لطفولتنا شهية الموت وطعن الدمي وتفخيخ دببة اعياد الميلاد.وأظن ان على وزارة التربية العراقية دورا كبيرا بعد تحرير مدن نينوى أن تضع مناهجا متطورة وكفيلة بغسل ادمغة تلك الدمى البريئة المغرر بها واعادتها الى لهفة انتظار افلام الكارتون ورسم الوردة والغيمة في دفاتر الرسم. noor21949@windowslive.com
|