تدهور الإقتصاد العربي |
تدور رحى تدهور الإقتصاد العربي طاحنةً كلّ الدّول العربية دون استثناء من الخليج للمغرب العربي وغيرها أيضا من دول العالم الثالث .. وقد تدهور الوضع الإقتصادي للدول العربية مع بدء الربيع العربي أو الأكثر دقّةً الخريف العربي ولن أخوض في معترك العوامل السياسية والدوافع لكلّ الأطراف التي ساهمت في هذا ، وتسببت بخسارة الآلآف من الأنفس البريئة وغيرها وخسارة الإقتصاد العربي الملايين من الدولارات فضلا عن تلوث البيئة من جراء الحروب مؤثرةً بذلك على صحة الفرد العربي وزراعته واقتصاده بصورةٍ عامة .. ونظرًا لكون مصر إحدى الدول العربية المتأثرة اقتصاديا وأمنيًا حالها حال بقية الدول العربية فلابدّ ومن الطبيعي جدا أن تعاني التدهور الإقتصادي .. وهناك عدّة أسبابٍ أدّت إلى التدهور الإقتصادي للدّول العربية ككل نذكر أهمها وهي : 1 – الحركات : إنتفاضات بما يسمى بالربيع العربي وهذه أوّل الشرارات التي أحرقت الأخضر واليابس واختلطت فيه المفاهيم ،الخير بالشر ،والوطني بالخائن والعميل بالمخلص ، وتدّخلت قوى وأخرى في تدهور الوضع الأمني والإقتصادي للدول العربية راسمةٌ هذه القوى رؤى واستراتيجياتٍ لتحقيق أهدافها المدمّرة .. وللأوسف لقلّة الوعي أو غيره تبعتها جهات وصدّقت شعاراتها الواهية فازداد التدهور الأمني والإقتصادي . 2- التناحر العربي : من الواضح جدا لكلّ ذي عقلٍ صائبٍ أنّ عدوى وباء التناحر العربي فيما بيننا بدأت تزداد سعة خارطته ولكلّ دولةٍ وُضعت استراتيجية معينة تتلائم مع جغرافيتها ووضعها الأمني .. لذا نرى إنتقال العدوى من دولةٍ لأخرى مخلّفةّ وراءها الدمار للعنصر البشري العربي والدمار للإقتصاد العربي . 3- إنخفاض أسعار النفط : إنخفاض أسعار وتدهور وضعه الإقتصادي الحاد جدا أدّى إلى التدهور المادي والمعيشي للفرد العربي خاصةً حيث أنّ غالبية الدّول العربية تعدّ النفط المصدر الرئيسي ولعله الأوحد للدخل كما في دول الخليج العربي والتي تأثرت الحياة المعيشية للفرد الخليجي فيها جدا جدا .. فإذا كان الوضع للخليج هكذا .. فكيف هو لمصر والتي يبلغ عدد سكانها 90 مليونًا يعيشون داخل مصر !! 4- محاربة التّطرف : محاربة الإرهاب ومن يدعمه كلّف مصر ملايين الجنيهات وهذا بالطبع سيؤثر على الوضع الإقتصادي لمصر . 5- تدهور الإقتصاد السّياحي : ساهمت العمليات الإرهابية مساهمة ً كبيرةً جدا في تدهور الإقتصاد السياحي ل مصر حيث أنّ مصر تعتمد كثيرا في اقتصادها على السياحة وبسبب ذلك تراجعت السياحة في مصر كثيرا . 6- توقّف بعض الدول الداعمة ل مصر عن الدّعم لإسبابٍ أكثرها اقتصادية . 7- تدهور عائدات قناة السويس : عزوف الكثير من الدول والتجار عن الملاحة و المرور عبر قناة السويس بسبب الوضع الأمني الذي تدهور في السنوات الأخيرة بسبب العمليات الإرهابية واحتمالية تعرض تلك السفن للاذى والخسارة . هذا باختصار أسباب تدهور الوضع الإقتصادي لمصر .. علما بأنّ نسبة الغلاء المعيشي في مصر تعتبر أقل النسب وأرخص الأسعار مقارنةً بمثيلاتها من الدول العربية وغلاء الأسعار الحاد في تلك الدول ! وهذا يعدّ نعمةً لا يعيها الفرد المصري للأسف ! فقد احتلت مصر المركز 136 من 141 دولة في إنخفاض غلاء معيشة للفرد بدءً من العدد 1 وتلا في مصر القائمة كل من فنزويلا وباكستان واليمن وكولومبيا ونيجيريا .. وهذا بحدّ ذاته يُعدُّ إنجازًا جيدا للإقتصاد المصري في هذه الأزمات وللشعب المصري البالغ 90 مليون نسمة .. حيث نرى الأردن ولبنان ودول الخليج العربي يتصدرون قائمة الغلاء المعيشي الصعب .. وتُعدُّ مصر أرخص الدول العربية في السلع الإستهلاكية والمواد الغذائية والتجارية وهذا من فضل اللّه عليها . ونرى من يسعى جاهدا لبلبلة الوضع في مصر بسبب مايسمى بغلاء الأسعار فإذا كان هذا هو السبب الرئيسي وراء ذلك ستصرخ كلّ الدول العربية لأنها جميعها تعيش ذات الوضع وتتحول الخريطة العربية إلى جهنم حمراء لن تنطفئ . |