صورني وأنا أوزع موز .

قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : (سبعة يظلهم الله في ظلّه يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله رب العالمين ). فالذي يريد أن ينفق عليه أن يخفي نفقته ، وأنه من شدة تحرزه في إخفائها ؛ فكأن شماله لم تر ما أنفقت اليمين، ولكن نجد في يومنا هذا المنفق يصور إنفاقه ويعرضه بالصور أو الفيديو في مواقع التواصل الاجتماعي ، أين نحن من حديث رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم ؟!! . أن المسؤول الذي ينشر صوره عبر مواقع التواصل الاجتماعي وهو يوزع الموز على الزائرين المشايه ، فأن الزائرين غير محتاجين ذلك لان كيلو الموز في العراق بدولار واحد وليعرف العالم كله ، ولكن الزائر يريد من المسؤول أن يصون الأمانة ويعمل بإخلاص وتفاني ويقدم الخدمات للمواطنين لا أن يظهر نفسه بأنه حسيني يقدم لزواره كم موزه ، فالحسين خرج للإصلاح وقال لم أخرج لا أشرا ولا بطراً . وهناك من السياسيين من يستغل مناسبة زيارة الأربعينية لنجده يتنقل بين الزائرين في المحافظات ويصور نفسه انه من الزائرين ، أليس الزائرين هم عراقيون ؟!!! وهم بأمس الحاجة من يتفقدهم ويسأل عنهم ويلبي مطالبهم وينفذ احتياجاتهم ، لماذا يستغل تلك المناسبة الدينية ليظهر نفسه بأنه معهم ، ما كأن الأجدر بهم أن يزورهم في محافظاتهم ويتفقدهم ويلبي مطالبهم . أم أن هذا المناسبة تجمع جماهيري دون أي عنان أو توسل حضروا ليقول لهم أنا معكم ، أين كنت عنهم طلية هذا السنة ؟!!! أليس الأجدر بك أن تتفقدهم خلال السنة وليكون الترحيب بك مناسبا ، لا أن تشبع سب وشتم من خلفك . كفى ضحكا على ذقون العراقيين ، لقد عرفوا اللعبة ودرسوها ، ولم تنطلي عليهم ، وأصبحوا يميزوا بين الصح والخطأ وبين أن يكون العمل رياء وبين أن يكون خالص لوجه الله . أن حملات الفاسدين وسراق المال العام والمتجاوزين على أملاك وأراضي الدولة والمواطنين لتبييض سيرتهم باستغلال المناسبة الدينية والتقاط الصور وتغطية ما يقدمونه من خدمة للزائرين إعلاميا على انه عمل يراد منه كسب رضا الله وخدمة لخط آل البيت هو كذب مفضوح ودجل ورياء ولا يختلف عما فعله صدام . أن ما يقوم به هؤلاء من تغطية إعلامية بتمثيل أدوارهم كخدام بات لا يؤدي غرضه ومفعوله أصبح عكسيا . بسبب الظلم والسرقات واللصوصية التي طبعت على أغلب أعمال الساسة ، وانتشار تلك الإعمال المشينة بسرعة بين أوساط المجتمع العراقي عبر مواقع التواصل الاجتماعي . أدى الى قلت احترامه ومهابته وقدسيته وأصبح المسؤول والسياسي اللص محل سب وشتم وتحقير وأهانه من أغلب العراقيين . أن الإسفاف في الظهور الإعلامي بهذه الطريقة يعطي نتائج عكسية وعليهم أن يمنعوها احتراما لأنفسهم ، لأنهم لو قرءوا التعليقات على تلك الصور والفيديوهات لكفى من نشرها (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ )) قران كريم .