المحلل السياسي اليمني يوسف حميد الدين |
في محاضرة له بمنتدى الفكر العربي
المحلل السياسي اليمني يوسف حميد الدين : الوساطة اليمنية أسفرت عن وقف الحرب الرابعة اليمن يعاني من إنعدام الدولة السلام مكلف أكثر من الحرب في اليمن حرص يمني على عدم عودة حكم "السيد" السعودية وعمان جيراننا وايران بعيدة عنا المبادرة الخليجية أرادت تأسيس حكومة في ظل غياب الدولة إنعدام المياه في صنعاء يهددها كمدينة تسليح القبائل يسمح بإنتهاك حرمة الدولة ولاء الجيش للدولة أساس الإستقرار في اليمن عمان – أسعد العزوني قال المحلل السياسي اليمني الأستاذ يوسف حميد الدين أنه لا حل للصراع الدامي في اليمن إلا بالتوافق الداخلي،والإعتراف بحق الوجود للجميع ، وأن لكل طرف حق المشاركة في الحكومة ،وما زيارة وزير خارجية امريكا جون كيري لمسقط إلا من اجل هذه الغاية ،حيث إلتقى مباشرة وفدا من الحوثيين وتباحث معهم حول هذا الحل. وأضاف في محاضرة له نظمها منتدى الفكر العربي مساء اتلثلاثاء الماضي أن ما يستطيع قوله هو ان الصراع زاد من اعباء الحل لاحقا،وقد خلقت الحرب الدائرة منذ 600 يوم وضعا مأساويا حيث الجوع والقتل والدمار والحصار والعطش والامراض والأوبئة ،وأصبح لدينا 15 مليون يمني يعانون من انعدام الأمن الغذائي ،ونصف السكان لا يجدون مياها للشرب،وثلاثة ملايين طفل يعانون من سوء التغذية ،بمعنى أن كل يوم صراع له ثمن متزايد،كما ان هناك 3.2 مليون نازح داخلي يعانون من البرد القارس ،ولا توجد لدينا مصادر طاقة.وهناك قضية خطيرة جدا وهي أن شح المياه في العاصمة صنعاء يهدد مصيرها كمدينة.ونعاني أيضا من تسليح القبائل الذي يسمح بإنتهاك حرمة الدولة. ومعروف أن غياب الدولة سمح بتولد الزمات المتتالية ،كما أن ولاءات الجيش للقبيلة وليس للدولة ،خلق الكثير من المشاكل وخاصة في لحرس الجمهوري بعد أن لمس تواطؤا أفضى لوصول بعض الثوات إلى صنعاء،ولذلك نقول أن ولاء الجيش للدولة هو أساس افستقرار في اليمن .
وفي معرض تشخيصه لخارطة تحالفات اطراف الصراع قال أنه ينطبق على اطراف الصراع في اليمن انهم يعقدون فيما بينهم تحالف الضرورة ، وقد تحالف الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح مع علي محسن الأحمر ، كونهما من قبيلة حاشد وكذلك حزب الإصلاح ، ويوجد الحراك في الجنوب لكن لا احد يتحدث عنه حاليا،والطرف الجديد هو الحوثيون الذين تحالفوا مع علي عبد الله صالح ،بعد أن كانوا اعداء وخاضوا حروبا ضد بعضهم البعض. ونحن في اليمن نشهد تحولا ت في التحالفات فحزب الإصلاح على سبيل المثال تحول لمليشيا مقاومة في تعز وغيرها من المدن اليمنية، والحراك موجود والجديد في الأمر أن الحوثيين تحالفوا معا كما سبق وأسلفت.
وبخصوص أسباب إطالة الصراع في اليمن قال أن القدرة التمويلية في اليمن موجودة لإطالة امد الصراع ، كما أن التهميش الإقليمي يعد سببا قويا من أسباب إحتدام الصراع ،ناهيك عن قدرة القبائل على التلاعب باللاعبين الإقليميين ، وهناك من اليمنيين من يعتقد ان السلام في اليمن مكلف اكثر من الحرب. لذلك يرى بعض اليمنيين أن إستمرار الوضع الحالي أفضل من وقف القتال، ولهذا فإن اليمن يعاني من حالة إنعدام الدولة،ما وضعها بشكل مواز للقبيلة،وأصبحت القبيلة تنظر إليها كأنها قبيلة أخرى منافسة. نحن الآن في حالة تصادم بين الجميع فبعد أن حاول علي صالح التخلص من منافسيه السياسيين منذ العام 1994 إستعدادا لتوريث إبنه ،وقتل المعارض محمد إسماعيل الحمر بدا الصدام مباشرة عام 2001. وحول ما إذا كانت هناك بصمة ديمية للصراع في اليمن أوضح الباحث حميد الدين أن هناك جرصا يمنيا على عدم عودة حكم "السيد" في اليمن ،ولذلك نلمس خطابا ممنهجا يخاصم الحالة الدينية من خلال الحديث عن السلالة والعنصرية وربطهما ببعضهما ،والقول أن السلالة ما هي إلا امتداد للفرس ،وان الزيدية قريبة سياسيا من التشيع ،علما ان المذهب الزيدي ليس دعويا ،الأمر الذي شجع السلفية على إقتحام اليمن تحت ستار مكافحة الشيوعية والإشتراكية بهدف تنظيف اليمن من الكفر،وقد نجم تخوف يمني من نجاح الثورة الإسلامية في إيران خشية التقارب بين الزيدية وطهران. وأدت كل تلك الممارسات إلى خلق قناعة لدى الزيدية انها مستهدفة من قبل الحكومة والسلفية ،فقررت معاداة الجميع . وفي معرض حديثه عن مبادرة الخليج اليمنية أجاب أنها كانت تهدف لتأسيس حكومة في غياب الدولة ودعمها بشرعية من خلال أغلبية كبيرة توفر الأمن وإحترام الدولة إضافة إلى بناء ثقة شعبية ومكتسبة في المؤسسات ،لكن التحدي كان كبيرا ،كما انها إستثنت الحراك الجنوبي وانصار الله ،ما اوصلنا إلى ما نحن فيه .
وختم الأستاذ حميد الدين أن اليمن بلد عربي والشعب اليمني عربي ،ويجب دفع كافة الطراف المتنازعة للحضن العربي وتحقيق رفاه للإقتصاد ، ويجب أن يفهم الجميع أننا لن نقبل ان نجد انفسنا في حضن طرف غير عربي ،ونؤكد أن العربية السعودية جارة وشقيقة وكذلك سلطنة عمان ،في حين أن إيران بعيدة عنا. كلام الصورة |