"والارض يرثها عبادي الصالحون" |
بعون الله وسيرة الحسين .. عليه السلام.. سينتصر العراقيون على "داعش
• مقبلون على مستقبل نحلم ان يكون مشرقاً.. لا يظلم فيه بريء ولا يفلت مجرم من العقاب
تزامنت ذكرى واقعة "الطف" التي إستشهد فيها الإمام الحسين.. عليه السلام، مع بدء المعركة ضد "داعش" وحانت أربعينيته.. عليه السلام، في طريق النهاية الوشيكة للعمليات العسكرية، في الموصل، التي تعد رفسة أخيرة في جسم الوحش النافق.. الى جهنم وبئس المصير. فالتاريخ محوري، يدور حول نقطة ثايتة، يجتر بعض أحداثة بأشكال أخرى ، حاملا معطيات المرحلة؛ فقد كانت معجزة موسى.. عليه السلام، السحر؛ إبان إنتشاره في المجتمع المصري، يتعاطاه الفراعنة، مفرغين السحرة لخدمتهم، ومعجزة محمد.. صلى الله عليه وآله، القرآن؛ لأن المجتمع آنذاك، يتبع بلاغة الشعر ومطارداته في سوق عكاظ وسواه. لذا فإن ذبح الحسين، في عاشوراء، تجاوزا من يزيد على حرمة رسول الله، ومواثيق العرب وعهودهم بعدم القتال في الأشهر الحرام، وتنكر دعاة أبي عبد الله؛ لتبوئ الخلافة، في العراق، كلها تضع "داعش" بموضع جيوش القتلة والمجرمين من مدعي الدين والإسلام ومنهم قتلة الحسين ومن لم ينصروه، لو قربنا التصور، من المقارنة، وهي مقارنة قائمة على الإتعاظ بتجارب السابقين، وأهمها الأحداث المرتبطة بالإسلام ورموزه.
حكمة إلهية أجد حكمة إلهية، بتصحيح مسار التاريخ؛ حين يتمكن الحق، من إلحاق الهزيمة بالباطل؛ بعد أن إستفحل قرونا، منذ قتل الأمام وخلت الساحة لآل أمية... فإنتصار العراقيين على "داعش" إنموذج تطبيقي حي للآية القرآنية الكريمة "والأرض يرثها عبادي الصالحون". إذن أجاد العراقيون الإتعاظ بحوادث التاريخ، ولم ترهبهم إستحكامات "داعش" في الموصل والانبار وصلاح الدين وديالى وجرائمهم في الوسط والجنوب ، في فترة سقط خلالها ثلثا العراق بيد الإرهابيين؛ لكن وحدة الصف وتحشيد القوى وراء فتوى الإمام علي السيستاني وعزم الرجال الاولياء للوطن باشرت بإصلاح ما حدث في الموصل اليوم مثلما فعلت في كربلاء بألأمس. إشتغل العراقيون بتنظيم عسكري عال، ضد الارهاب، أسفر عن ملاحم بطولية فاقت التصور، لتحرير وجدان الانسان العراقي، من لوعة الإرهاب كي لا يتحول الإسلام الى عقدة مرتبطة بالقتل والسيارات المفخخة، كما حملته "داعش" و"مدعي الاسلام" و"القاعدة" الى العالم.. إنما إنتصرنا بالإسلام الإنساني الحقيقي، على الأدعياء المتأسلمين واعداء الانسانية. أؤكد..انه بهذا الانتصار ستتحرر الموصل و الانسان في العراق ودول العالم كافة، من عقدة الاسلام بشكله الداعشي المهيض، الذي يبرأ منه الله ورسوله وخلفاؤه وأولياؤه والصالحون.
صفاء ألهي شخصيا ووظيفيا ووطنيا، أشعر بصفاء مع نفسي، وأنا أتابع مجريات الحرب ضد "داعش" حالما بعصر التحولات، من نهاية الارهاب الى بداية البناء في رحاب عراق يسوده السلام والنزاهة إن شاء الله، بعد المخاضات العسيرة التي عانينا عنتها؛ جراء ثنائية "داعش" و"الفساد"و بمستقبل مشرق، لا يظلم فيه بريء ولا يفلت مجرم من العقاب! فكل إنسان، في داخله نقطة صفاء إلهية؛ لو أجاد تكثيفها وإستقصاء أبعادها الكونية، الكامنة في أعماق ذاته؛ بإعتبار الإنسان خلاصة الكون المترامي.. "وإنا لموسعون..." لتمكن من تحقيق الحديث القدسي "أطعني يا عبدي، تكن كمثل؛ تقل للشيء كن فيكون". وهذا ما حصل في إنتصارات قواتنا المسلحة الحكومية و حشدها الشعبي على "داعش" لأنها قاتلت بعقائدية مخلصة، و بعض ابطالها لم يتقاضَ رواتب مجزية، أتمنى لو إستمر هذا النفس متواصلا في مرافئ الحياة المهنية، بعد إنتهاء الحرب، والعمل في ظل السلام مبتعدين عن الخلافات الفئوية التي يلمح بها البعض والتي قد تدمر ما بقى من العراق لا سامح الله. فأربعينية الحسين.. عليه السلام، في هذه السنة، نتمنى ان تشكل مفصلا بين مرحلتي حطام الحرب، والتي ستمضي مع هزيمة "داعش" في الموصل، ومرحلة البناء الذي يجب ان نشيده على هدي شاقول سلام يقوم حضارة الروح والمادة معا، في مجتمع لأبد ان يتبرأ من الطائفية وألفئوية ليعود خالص الولاء للوطن، وقد نبذ الفتنة الفئوية، سائرا نحو عراق أصيل، يقتدي بالحسين وجده وأبيه وأصحابه المخلصين، هم قدوتنا في العمل على أساس التضحية ونكران الذات في مجالات الحياة كلها بما فيها قطاعنا الصحي ومرافئ جوانبه وبتعاون مع نقابة طبية فعالة تبنى في زمن الانتصار هذا و في زمن السلم المقبل بعون الله.
|