سعيا نحو مستقبل نزيه أربعينية الحسين تطهر الربيعين من "داعش" |
إنتصار العراقيين، على "داعش" في الموصل؛ تزامنا مع أربعينية أبي عبد الله الحسين، من خلال العمليات العسكرية التي إنطلقت مع ذكرى إستشهاده.. عليه السلام؛ تجربة تاريخية أنتظمت فيها الحسنيين.. النصر والشهادة معا؛ إذ إمتثل الحشد الشعبي، لفتوى المرجعية، بالجهاد؛ فإشتد أزر الجيش بأفواج من مقاتلين عقائديين؛ تمكنوا من صد الهبة الاولى لـ "داعش" على بغداد، وإلحاق الهزيمة بها الآن، في الموصل، آخر أوكارها، وبهذا بلغت القوات العراقية، شموخ موقف تاريخي نبيل، منّ الله علينا بأن نعيشه، في قصة وطن ذاد عنه أبناؤه، مواجهين ظروفا داخلية وخارجية، كلها ضدهم.. فلا رواتب لعوائل الحشد الشعبي، ومن حولنا جيران هم عبارة عن ضباع إستأسدت، في غفلة من زمن فالت على هامش التوقيت. تعلمنا من الحسين، الإستجابة لنداء الحق، سعيا للإصلاح، وإن كان الثمن حياتنا وسبي عيالنا، قربانا للإسلام الذي حولته "داعش" الى ذريعة لتقتل وتفجر وتحتل المدن الآمنة وتسبي النساء الحرائر. فالحسين.. عليه السلام، درس تاريخي كبير، تمثلناه حاضرا فإنتصرنا على الإرهاب، ولسوف ننتصر على الفساد، ويعود العراق حرا نزيها، تصب ثرواته في رفاه بنائه، وصولا الى ما يستحق شعبه من حياة كريمة؛ نظير عناء كابده عقودا؛ ظن خلالها أن مشكلته تنتهي بسقوط الطاغية المقبور صدام حسين، لكن ما حدث هو أن شوطا مضافا من الضيم حل علينا بعد 9 نيسان 2003؛ عندما إستشرى الفساد المالي والمحسوبية الإدارية التي تفرط بالمال العام ومصلحة البلد؛ مجاملة للمنافع الشخصية والفئوية. تلك هي الآثام التي ثار عليها الحسين.. عليه السلام، وقاتل بـ 72 رجلا، جيش يزيد بآلافه المؤلفة؛ علينا أن نواصل مقاتلة الفساد، بعد النصر الناجز على "داعش" فالنفس الأمارة بالسوء، أعظم جهادا من السيف والبندقية.. ماضيا وحاضرا. ليس درسا تاريخيالمعنى، للأرض التي إحتضنت جثمان الحسين الطاهر، إنما هو درس في الحرية، التي لا تتحقق إلا بالدم وسفح الفتية شبابهم يسقون به مستقبل الشعب. تجيء أربعينية أبي عبدالله وقواتنا تقطع الفيافي، طاوية الصحارى وتتحرز في أزقة الموصل، متمترسة بالموت؛ وهي تطارد "داعش" لتطهر الربيعين من دنسه،... "الخناجر ما ترد صدر اليهد وإسلاحه جرحه". فـ "دم الشهيد فم" يطالب بالحق، ويلقي عظته المثلى، في كل زمان ومكان؛ هاديا الشعوب الى كرامتها، إذا ما أجادت إدراك معنى أن يستشهد الحسين وتسبى عياله؛ من دون أن يعطي بيعة لمن لا يستحقها شرعا. والعراقيون اليوم.. أعادوا محيط دائرة التاريخ، الى مبعثها، سيرا على هدي ثورة الحسين.. عليه السلام، في العاشر من محرم 61 للهجرة، يصلون المستقبل، بمعطيات الماضي، عبر حاضر الشهادة والنصر. سلام على الشهداء.. يوم ولدوا ويوم ماتوا ويوم يبعثون أحياءً يسقون من ماء الكوثر. |