على الرغم من تصدر قائمة دولة القانون في بعض المحافظات العراقية لايعني هذا إن شعبية المالكي قد إزدادت لأن الأصوات التي حصلت عليها القائمة جاءت بأصوات ( الفضيلة , بدر , المستقلون , الدعوة تنظيم العراق , وغيرها ) إضافة الى بريق السلطة والأموال الطائلة التي صرفت على حملته الإنتخابية والتي تفتقر لها بقية القوائم
هذه النتائج المخيبة لآمال المالكي جعلته يعرف حجمه الحقيقي في الشارع العراقي وأدرك أن أزماته التي إفتعلها خلال فترة ولايته الثانية قد عادت عليه بالخسائر المدوية لأن العراقيين قد سأموا الأزمات والحروب وهم بحاجة الى من يقودهم الى شواطئ الهدوء والسكينة والإستقرار السياسي والأقتصادي
فوز منافسه التقليدي المجلس الأعلى وزيادة شعبيته دليل واضح على ضعفه , كذلك نمو التيار الديمقراطي وحصوله على مقعد في كل محافظة من المحافظات العراقية بعد ماعانى هذا التيار من تغييب وتشويه من قبل احزاب السلطة لكنه عاد الى الساحة السياسية بسبب الفشل الواضح الذي تمارسه هذه الأحزاب
مانسمعه اليوم من تقارب بين المالكي والأكراد لم يحدث لولا هذه النتائج لأن المالكي أدرك بأن الإستمرار في مواجهة الأكراد سيؤدي هذه المرة بما لايقبل الشك الى سحب الثقة عنه في ظل العلاقات المتوترة للغاية مع كافة أطراف القائمة العراقية والتيار الصدري وهذا مايجعل موقف المالكي في موقف ضعيف للغاية لايقاوم أي سيناريو جديد
تفاوض المالكي مع الأكراد هذه المرة من موقع الضعف لاالقوة وأعتقد بأن الوفد الكردي برئاسة نيجيرفان بارزاني قد حصل على تنازلات رهيبة قد وقع عليها المالكي بشكل رسمي وما قرار التحالف الكردستاني بالعودة الى الحكومة إلا نتيجة لماحصلوا عليه من ضمانات حقيقية
غلق الأزمة مع الأكراد يعني أن المالكي شعر بضعفه وأعلن بشكل غير مباشر بأنه لايستطيع مقاومة أكثر من أزمة في آن واحد مثلما كان يفعل قبل إفتعال الأزمة مع العيساوي والمتظاهرين
حصول الأكراد على مطالبهم الخاصة يدفعهم الى نسيان إتهاماتهم السابقة للمالكي مثل التفرد بالقرار و التأسيس لديكتاتورية الفرد الواحد والحزب الواحد وسوف يصوتوا الى ولايته الثالثة وفق مبدأ التسليم باليد خيرا من الوعود الغير معلومة
لوكانت مظاهرات المحافظات الغربية وطنية وشريفة وفعلا تعرف العزة والكرامة لكانت مطالبها عدم ترشيح المالكي لولاية ثالثة بدلا من هذه الدماء التي تنزف من الجيش والمتظاهرين على خصوم المالكي أن يتحالفوا مع كل الأطراف وأن لايسمحوا لمقربي المالكي بإستلام أي منصب مهم في المحافظات العراقية لكي يقطعوا الطريق على عودته مرة أخرى الى الحكم بإساليبه التي دمرت العراق.
|