"اليمن ...بعد عامان من الحرب العدوانية ماذا استجد ولماذا مبادرة كيري اليوم !؟"
 
 
ها هي الحرب السعودية على اليمن تقارب على نهاية عامها الثاني  ، دون تحقيق أي من نتائجها ، سوى تسليم أجزاء واسعة من الجنوب اليمني لـ"لقاعدة" و "داعش" أن ما جرى باليمن خلال هذا العام الثاني  الذي أوشك على نهايته يؤكد أن هناك أنماطا عدة واهدافا خبيثة وحربا شعواء تشنها السعودية وبعض من يدعمها بحربها على اليمن ، فاليوم لا يمكن أبدآ تصديق حديث السعوديين ومعهم الأمريكان وممثلهم كيري حول نيتهم وقف الحرب على  اليمن ،وقد تكون الخطة اليوم التي يرعاها كيري ،هي محاولة سعودية لكسب الوقت وإعادة تجميع قواها ،وترميم الخلافات مع بعض حلفائها المنخرطين بالحرب على اليمن ،ولدراسة توجهات الادارة الأمريكية الجديدة.
 
 
وهنا نقول أن مثل هذه المخططات لن تمر على اليمنيين بسهولة ، فلولا يقظة القوى الوطنية اليمنية منذ اللحظة الأولى لإنطلاق الحرب عليها لكانت قد سقطت اليمن بمخططات السعوديين ومن معهم  ، فقد أدركت هذه القوى حجم خطورة الحرب مبكرآ ، وتنبهت لخطورة ما هو قادم ، رغم ما جرى بجنوب اليمن وبعض مناطق شماله ورغم حجم الدمار الهائل الذي أصاب "تعز" و"مأرب" و"صنعاء" ... ألخ.


 
 
واليوم ومع قرب نهاية  العام الثاني من هذه الحرب العدوانية ورغم الحديث عن مؤتمرات جديدة وتسويات جديدة خاصة بالملف اليمني  ، مازال واضحآ أن اليمنيين يملكون من الصمود جولات و جولات ، وما يدلل على كل ذلك هو صمود اليمنيين بشمال اليمن والعمل على إستعادة جنوبه والتعمق والسيطرة على مناطق بالجنوب السعودي.
 

ومع استمرار فصول الصمود اليمني أمام موجات الزحف المسلح بمحيط العاصمة "صنعاء "من قبل هذه القوى ، و انكسار معظم هذه الموجات على مشارف مدينتي تعز و مأرب ،فاليوم تسعى الدول الشريكة في الحرب على اليمن إلى  التقاط أنفاسها  والتجهيز على ما يبدو لمرحلة جديدة من العدوان يشمل كل موارد وقطاعات الجيش اليمني وحلفائه في محاولة أخيرة لإسقاطهم.
 

ولكن ، رغم حجم الدمار الذي أفرزته  هذه الحرب العدوانية، ما زال الجيش اليمني وحلفائه ممثلين بالقوى الوطنية ، قادرين على أن يبرهنوا للجميع أنهم قادرون على الصمود ، والدليل على ذلك قوة وحجم التضحيات والانتصارات التي يقدمها الجيش اليمني وحلفاؤه “أنصار الله” ،  والتي انعكست مؤخرا بظهور حالة واسعة من التشرذم لما يسمى “أنصار هادي" و"المقاومة الشعبية” و “القاعدة“ ، بمناطق واسعة بشمال وشمال غرب وشمال جنوب اليمن،مع بروز مؤشرات خلاف داخل قوى التحالف المنخرطة بالحرب على اليمن .

 
ومن هنا نستطيع أن نقرأ ومن خلال ما جرى مؤخرآ  من بروز لمؤشرات خلاف داخل قوى التحالف المنخرطة بالحرب على اليمن ، أن الأدوار والخطط المرسومة، في شن الحرب على اليمن، قد تغيرت وآخر الخطط التي ما زالت تعمل بفعالية نوعآ ما حتى الآن على الأرض هي حرب الاستنزاف للجيش اليمني وحلفائه .
 
وإذا استطاعت القوى الوطنية اليمنية "مرحليا" أن تصمد وبقوة كما صمدت أمام خطط سابقة ، فان إستراتيجية اضعاف واسقاط الجيش اليمني وحلفائه ستفشل ، و السبب أن خطة الاستنزاف التي تنتهجها أطراف العدوان على اليمن لها أمد معين وستنتهي بانتهاء مدة صلاحيتها، وبذلك تكون اليمن الدولة أمام آخر خطط الحرب المباشرة عليها .
 
 

ختامآ .. ان ما جرى من  احاديث حول مبادرة كيري وخلفياتها وابعادها ، يحتم على القوى الوطنية اليمنية وبكلأركانها ، تمتين الجبهة الداخلية أكثر وأكثر، حتى وإن كان ذلك على حساب تنازلات مجتمعية ومصالحات وطنية كبرى وعقلانية تقوم بها هذه القوى الوطنية، للتخفيف من وطأة وآثار هذه الحرب على البنية المجتمعية الداخلية باليمن ،وإن نجحت في ذلك واستطاعت بناء تحالفات جديدة مع قوى مجتمعية وسياسية في الداخل اليمني، من خلال تنازلات عقلانية ومهيكلة تقدم لهذه القوى ، فانها ستكون بلا شك قد قطعت شوطا كبيرآ في مشروع الانتصار الأكبر على حلف دولي كان وما زال يطمح إلى إسقاط الدولة اليمنية بكل أركانها .