من بريطانيا الا اوربية الى امريكا الا ديموقراطية |
المتتبع لاسباب خروج بريطانيا من الاتحاد الاوربي ، يجد ان البريطانيين اعلنوا التمرد على القيادات العمالية والمحافظة ، وحملوهم اسباب انعدام الشغل وازدياد نسبة البطالة ، والمتتبع ايضا لنتائج الانتخابات الامريكية ، يجد ان الامريكيين هم ايضا اعلنوا التمرد على الجمهوريين التقليديين والديموقراطيين العالقين في السلطة حينما ابهروا العالم وكل استطلاعات الراي بانتخاب ترامب رغم عدم التاييد التام للحزب الجمهوري لهذا المرشح ، والذي كان انتصاره الانتخابي يعود لجهوده الذاتية وللافكار التي اطلقها في حملته الانتخابية والقائمة على معاداة الهجرة غير الشرعية ومعاداة الاسلام السياسي ، ناهيكم عن حملته المبوبة ضد السياسيين التقليديين اللذين مثلتهم كلتنون في حملتها الانتخابية واللذين وصفهم بالفاسدين ، وبالانتقال الى الناخب البريطاني نجد ان التماثل قائم بين الناخبين عبر الاطلسي والقائم على معادات الهجرة ، الهجرة من اوربا الشرقية ومن الشرق الاوسط ومن المكسيك وامريكا اللاتينية ، ان من يقف وراء معاداة الهجرة في العموم هم اليمين واليمين المتطرف ، ولكن المستغرب في كلتا الحالتين هو جنوح العمال نحو هذا اليمين ، بعد ان يئست جموعهم من تاخر اليسار في اللحاق بامال الطبقة العاملة في كل دول الغرب وان العمال حملوا السلطات القائمة مسؤولية تشجيع الهجرة والسماح للمهاجرين من الاستحواذ على فرص العمل بسبب اجورهم الرخيصة ، والسؤال الاهم هو هل ان تحول العمال نحو التمرد بالاصوات يمثل مرحلة جديدة لان يكون مركز القرار السياسي الغربي يهتم بامور هذه الطبقة التي بدا التطور التكنولوجي يداهمها من كل الجهات خاصة بعد التحول الهائل في الاتصالات وما نتج عنه من اختصار الزمن والالة التي تهدد هذه الطبقة في الصميم ، ذلك ان التطور التكنولوجي الهائل سيؤدي بالنتيجة الى الاستغناء المستمر عن الايدي العاملة ، وبالعكس فان التاريخ الذي بدا يركز المال تدريجيا بايادي قليلة سيفتح الباب لحركات جارتية جديدة تهدد راسمالية العولمة ، فبرغم من ايمان الاقتصاديين الراسماليين ان العمال في النظام الراسمالي المتطور يكونون جزا مكملا للمجتمع الراسمالي لا متناقضين معه نتيجة للمكاسب التي حصلوا عليها ، فان الاقتصاد الراسمالي يغفل ان العامل في امريكا واوربا واليابان مثلا يعمل بالاقساط ويعيش بالاقساط فان النتيجة هو الافلاس لهذه الطبقة منذ اول ازمة اقتصادية يمر بها اي نظام راسمالي ، وكان ذلك ما حصل في الازمة الاقتصادية التي حلت بالعالم عام 2008 وكانت بسبب الديون العقارية التي وقع في شرائكها كل من العمال والموظفين الصغار ، ان العالم وما يشهده اليوم من حركات متطرفة دينية كانت ام قومية اثمرت الهجرات الى الغرب سببه الوحيد هو ان الغرب المحافظ جاء بالحكام المحافظين في الشرق الاوسط وامريكا اللاتينية واقاموا انظمة جوعت الشعوب ، والانعكاسات بدات تضرب في امريكا وبريطانيا وغدا في فرنسا حيث زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان .... |