من خلال موقع (السومرية نيوز) ، قرأت مضمون مقالة الكاتب (سايمون جينكينس) ، وتحت عنوان كبير وشيق ومثير للفضول استأثر انتباهي : (الغزاة الأمريكان والأنگليز زرعوا الفوضى بالعراق وعليهم إعادة بنائه) ، فقلت مع نفسي وللوهلة الأولى (الحمد لله ، لا يزال في الدنيا خيرا) ، فهنالك من يُطالب بحقوقنا من الأجانب ، بعد أن يأسنا من ساستنا الأموات- الأحياء ، رغم ان لدينا المئات والآلاف من الحجج الداحضة عن تورط المجرمَين (بلير- بوش) في تدمير البلد بصورة متعمدة ارضا وشعبا وبيئةً ، ورغم إعترافهما من أن غزو العراق كان مبنيا على معلومات مغلوطة ، اي بطلان المسوّغ الرئيسي المعلن للغزو ، ولم يقولوا حتى (نحن آسفون) !. وانتظرت أن يتطرق الى موضوع الأنسان العراقي ، وما لحق به من حيف وظلم وقتل وتشريد ونهب وفوضى ، وغياب ابسط مقومات الحياة الأنسانية لديه ، وحروب مجانية أسفرت عن إبادة 10% من سكان البلد ، وجعله حديقة خلفية لكل دول الجوار ، وتعجبت وأنا أصل لنهاية المقالة ، فقد كان كل هم السيد (جينكينس) ، هو منطقة (النمرود) الأثرية في الموصل التي عاث بها (داعش) تدميرا وخرابا ، وهي المحور الوحيد الذي أحرق قلب الكاتب ! ، وكان هذا الدافع الوحيد لنشر مقالته ، وأكتفى بذلك !. كنت أعتقد أن لهذا الكاتب البصيرة الأنسانية وهو يكتب في هذا المنبر العريق (الگارديان) ، لتحليل ما وقع على هذه البلد بسبب تلكم الدولتين بالذات ، إبتداءً من زرع الأنظمة الدكتاتورية المقيتة ، مرورا بتصنيع (القاعدة) ، انتهاءً بداعش ، بالأَضافة الى نهب ممنهج للثروات ، وحرمان ابن البلد من خيرها ، وتآمرهم الدائب في لعبة (اسعار النفط) وهو مصدر الدخل الوحيد للبلد ! ، كوننا وببركة هاتين الدولتين ، صرنا نرزح تحت ظل حكومة ومؤسسات هي الأكثر فسادا في التاريخ ! ، ومن خلال هذه المقالة ، استطعت أن أفهم عقلية السلطة الرابعة الغربية في إدارة وتغطية الكوارث التي حلّت بالبلد ، فلا يبدو أنهم مكترثون لبشر هو نظير لهم (هذا إن أعتقدوه) من لحم ودم ، يسكتون عن كل فعاليات معاول الهدم وخناجر القتل ، بشرط أن لا يصل معول الهدم هذا الى الخرائب والآثار ، وكأنهم القيّمون الوحيدون على إرث حضارتنا ، والباقي لا يهم ! ، حتى لو لم تجد هذه الآثار من وريث شرعي لها يعتز بها ! ، رغم أنهم نهبوا من آثارنا من نهبوا !
|