وعود ليلية

 

في تصريح للسيد حسين الشهرستاني خلال التجمع الانتخابي قال (ان نفط العراق هو لكل العراقيين).
الكلام جميل ويبعث على الامل والتفاؤل في ظل ايام احتقنت بها النفوس واصاب الناس الاحباط واليأس والضياع والخوف من المجهول ...... 
ونحن هنا نتسأل كيف يمكن ان يتحقق هذا الشعار بظل اوضاع مثل اوضاع البلد الذي عاد يفتقد الى بارقة امل تضي بعض من حلكة ليله الداكنه وفي ظل قادة كقادة العراق الذين يفتقرون الى اية رؤية ستراتيجية والى التوافق والتلائم وغلبت عليهم المصالح والمنافع الشخصية والحزبية والفئوية على مجمل مسيرتهم للدورتين الحالية والسابقه !! وظل ابناء هذا البلد بواد وهم بواد اخر بعيدين كل البعد عن هموم وتطلعات المواطن الذي ظل يتلقى بصدره الاعزل شظايا المفخخات التي تفجرها خلافاتهم ومنابذاتهم .
ونسأل ايضا كيف يمكن ان يتحقق شعار السيد الشهرستاني في وقت ميزانية العراق قسمت فيه لاربع ارباع 
فلكردستان ربع ميزانية البلد (من حيث انهم لم يقتنعوا ب17%) المخصصة للاقليم فعادوا يصدرون النفط بمزاجهم ويتصرفوا بوارداته كما يشاوؤن .
والربع الثاني من ميزانية العراق يبتلعه البرلمان وتخصيصات الرئاسات الثلاث ومجالس المحافظات اما الربع الثالث فهو عبارة عن المنح والهبات النفطية المجانية لدول الجوار ويظل الربع الاخير تدار به كفة البلد من خدمات يشاركهم بهذا الربع المفسدين والسراق وابطال المشاريع الوهمية وحيتان العراق الافذاذ.
فكيف يا سيدي يا بن شهرستان يكون نفطنا لنا ؟؟ 
لقد تعودنا منذ ابتلينا بوباء النفط وتركنا الصحراء والجمال ان النفط كان نقمة وليس نعمة كما انعمها الله تعالى على سائر البلدان فقد جلب لنا المصائب من احتلال مباشر او غير مباشر ولم يدر علينا غير وبال الفقر والعوز والحرمان في وقت تعتاش فيه دول وشعوب على تلك الخيرات وبحال افضل بكثير من حال اهل البلد !! .
وليس من باب المقارنة فلا نجد اي فرق في ادارة اموال البلد في ظل ايام (اللانظام) وبين وضعنا الحالي فأمارات السفه والاسراف في التصرف بتلك الاموال واضحة مع عدم الجدية في المحافظة عليها والحرص وحمايتها من العابثين والمفسدين بل الادهى من ذلك كله ان العبث والاستهتار بالمال العام وميزانية الدوله اضحت تجري بصورة دستوريه وتشريعية من خلال التشريعات التي يسنها البرلمان كأمتيازات ورواتب ومكافأت شخصية لاعضائه او للوزراء وكبار المسوؤلين التي اثقلت ميزانية العراق وعلى حساب الفقراء الذين ازدادوا فقرا وحرمانا وعوزا .
ان الخطاب الانتخابي الذي تغرد به اغلب (ان لم نقل كل) الكتل والقوائم هو مجرد كلام لا اثر له على ارض الواقع من شىء
فهي نفس الكيانات والكتل والاحزاب التي تسلمت زمام الامور لدورتين انتخابيتين ماذا قدمت وماذا انجزت لا شيء سوى المزيد من الوعود الكاذبه والصراعات المفتعلة والبحث الاعمى عن المنافع الذاتية.