العراق في المؤشرات الدولية للفساد و التعليم و السعادة: سعادة شعب ينزف حتى الموت

1- في مؤشر الفساد للعام 2015 الذي نشرت تقريره منظمة الشفافية الدولية لمكافحة الفساد يحتل العراق المرتبة 161 من بين 167 بلدا شملها التقييم أي أنه من بين أكثر سبع دول أنتشارا للفساد(18 من 100 في النزاهة) . يستند مؤشر الفساد إلى آراء الخبراء حول فساد القطاع العام. ويعكس عدد النقاط القليلة في النزاهة انتشار الرشوة، وغياب المحاسبة والإفلات من العقاب، وعدم استجابة المؤسسات العامة لاحتياجات المواطنين،
2- في مؤشر جودة التعليم العراق خارج التصنيف لانه لم يحقق أيا من المعايير الاثني عشر في حين حصلت على التصنيف دولا أفريقية وأخرى فقيرة مثل تشاد و مدغشقر و ملاوي و رواندا و سيراليون و مالي و هايتي و غيرها من الدول الفقيرة.
3- مؤشر السعادة لسنة 2016 " الذي نشرته شبكة حلول التنمية المستدامة" التابعة للامم المتحدة يحتل العراق المرتبة 112 من بين 168 بلدا شملها التقرير وهي مرتبة تشير الى التفاؤل لاول وهلة ولكن عند التمعن في المعايير التي أستند عليها التقرير تتضح الصورة بعدم مصداقية هذا التقرير، فاذاكنا نصدق أن المراتب العشرة الاولى تحتلها دول أوربية و كندا و أستراليا و نيوزلندا فكيف يعقل أن تحتل ليبيا المركز 67 و الصين في المركز 84؟ ولبنان في المركز 93 و شعبه هو الاكثر سعادة عربيا؟ و هل يعقل أن يكون العراق أكثر سعادة من دول مثل الهند و أوكرانيا و مصر؟
هذه الدراسة تستخدم عدداً من المعايير العامة لقياس مستوى السعادة لدى الشعوب. من بين هذه المعايير كمية الدخل القومي للفرد والدعم الاجتماعي والرعاية الصحية وحرية الاختيار ومستوى الدمار وغيرها. و حيث أن الدخل القومي هو أحد أهم العوامل فالدراسة على ما يبدو تقسم الدخل القومي على عدد السكان بدون الاخذ بنظر الاعتبار الدخل الحقيقي للفرد و كان على القائمين عليها وضع صيغة رياضية تأخذ بنظر الاعتبار معامل الفساد في كل دولة عند حساب الدخل الحقيقي للفرد.
الأمر المهم هو أن هذه الدراسة لم تأخذ في الحسبان عاملا مهما هو الطبيعة المختلفة للشعوب، فهناك شعوب أكثر رضا من شعوب أخرى ويمكن أن يسعدها أقل بكثير مما يسعد شعوب أخرى. وهناك شعوب تحب الفرح والبهجة بشكل مستمركما هو حال أشقاءنا اللبنايين و كذلك شعوب البرازيل ودول أميركا الوسطى
على سبيل المثال تتميز بحب الفرحة والاحتفالات الدائمة، بعكس بعض الدول الأوروبية التي نلاحظ أنها أقل بهجة وأكثر برودة وتتصدر قوائم الدول في نسب الانتحار و حالات الطلاق كما هو الحال في الدنمارك وسويسرا و السويد ومع ذلك تصنّف الاخيرة في المراتب الاولى على مقياس مؤشر السعادة.
السعادة ليست تعريفاً محدداً واضحاً، لكنها شعور نسبي بالرضا العام للشخص، وما قد يكون السبب الرئيسي للسعادة عند مجموعة ما، قد لا يكون هو نفس السبب عند مجموعات أخرى، فالعراق في وقتنا الراهن أبعد ما يكون عن السعادة و السعادة لا تحققها وعود سياسيين فاسدين بجنة على الارض و صكوك لها في السماء لبلد ينزف حتى الموت.