الإعلام الخليجي جيثوم العرب

 

يلعب الإعلام المضلل والمزيف، دوراً كبيراً في تغيير وقائع الأحداث وحقيقتها، ليحول الجلاد لضحية، والضحية لجلاد، فيجرد نفسه من كل المبادئ والقيم الإنسانية والأخلاقية، فهو ليس سوى أداة بيد القوى والأنظمة القمعية والفاسدة، توجهه كيفما تشاء؛ لتنفيذ مآربها المشبوهة.

الإعلام العربي صاحب النصيب الأوفر، من هذا الإعلام المزيف، السعودية تمول عدداً كبيراً من المؤسسات الإعلامية، التي وظيفتها تبييض وجه النظام السعودي، والعمل بكل قواها، على تسقيط جميع القوى والأنظمة والتيارات، التي تخلف مع هذا النظام ولاتخضع له.

الإعلام السعودي يجانب الحقيقة، ويغافل محيطه العربي، فيعمل على جعل كل نظام أو تيار غير خاضع له، بأنه عدو للعرب، ويقوم بتوجيه التهم وتلفيق الأكاذيب لتسقيطه عربياً، وبالتالي تصبح الأمة، تحارب عدوا مصطنعاً، وتترك عدوها الأساسي.

عدو هذه الأمة التاريخي، هو الكيان الصهيوني، الذي اغتصب الأرض وقتل أهلها، لكن منذ بدايات تكوين هذا الكيان وحتى الآن، نرى أن بعض الأنظمة العربية، هي التي ساعدت على تثبيت بقائه، سواء باتفاقيات معه ،أو من خلال ضرب وتسقيط، كل من يقف بالضد منه ويقاومه.

تعمل السعودية ودول الخليج الأخرى، على تحويل الصراع في الوطن العربي، من صراع  عربي - صهيوني، إلى صراع طائفي سني - شيعي، والخاسر من هذا الصراع هم العرب أنفسهم، بسنتهم وشيعتهم، والرابح هو الكيان الصهيوني والأنظمة العميلة له، وخاصة الخليجية منها، التي هي صنيعة ذلك الكيان.

من أمثلة العهر الإعلامي الخليجي، تعامله مع الحفريات التي تقوم بها إسرائيل، في محيط المسجد الأقصى، الذي هو أولى القبلتين، إذ لم نجد من الإعلام السعودي والخليجي، ذلك الموقف الحازم، بل تكاد لاتتطرق له وسائلهم الإعلامية، ومن جانب آخر يتم اتهام الحوثيين، الذين يدافعون عن أرضهم المحتلة من قبل السعودية، بأنهم يستهدفون مكة المكرمة، كل هذا هو لخدمة الكيان الصهيوني، الابن المدلل لأمريكا، الحليف التاريخي لآل سعود.

الأنظمة الخليجية، تستمد وجودها من خلال تغذية النزاعات والفتن الطائفية، فليس لديها ماتقدمه للمواطن العربي، سوى اللعب على وتر عواطفه ومقدساته واعتقاداته، وقد لعبت قنوات التضليل الخليجي كالجزيرة والعربية دوراً كبيراً، في تأجيج الصراع في سورية والعراق، ففي العراق، قام هذا الإعلام بتحويل الدواعش والإرهابيين، إلى ثوار ومجاهدين، وحول الجيش الحكومي والمتطوعين، إلى مليشيات طائفية، كل هذا من أجل إفشال مشروع الدولة العراقية.

الأنظمة الخليجية بصورة عامة، كانت ومازالت تحت الوصاية الأمريكية، وبذلك فان إعلامها موجه لخدمة الغرب، وتفكيك العالم الإسلامي والعربي، من خلال تأجيج الصراع الطائفي، فيجعل كل دولة تحارب أخرى، وبذلك تنشغل هذه الدول المتصارعة، عن عدوها الحقيقي إسرائيل، الإعلام الخليجي هو جيثوم العرب، الذي يجعلهم فاقدون للإرادة، يتصارعون فيما بينهم، ويتقربون لإسرائيل عدوهم التاريخي.