الأزمة السورية.. المعارضة تواجه هزيمة كاملة





شهدت الأزمة السورية أثناء الأشهر الأخيرة تغيير توازن القوى على لصالح القوات الحكومية التي تستمر هجومها بتعاون حلفائها فيما تفقد فصائل المعارضة الدعم الخارجي وتغرق في الخلافات والتناقضات والتضاربات والاقتتال وهذا بفضل انسجام الوسائل السياسية والعسكرية من قبل السلطات السورية.
أصبحت "ملحمة حلب الكبرى" التي ضمت على فصائل المعارضة والجماعات الإسلامية مثل "جبهة النصرة" و"أحرار الشام" الهزيمة الأخيرة للمعارضة ولن يحقق المسلحون هدفهم الرئيسي وهو فك الحصار شرق حلب بل فقدت السيطرة على "ضاحية الأسد" و"مشروع 1070 شقة" إثر هجوم مضاد للجيش السوري.
يواجه المسلحون الضغط الكبير على جميع الجبهات بعد وصول إلى الشواطئ السورية مجموعة السفون الحربية الروسية التي تتكون من مدمرتين وطراد مزودة بصواريخ "كاليبر" و "اس-300" بالإضافة إلى حاملة طائرات "الأميرال كوزنيتسوف"  التي تحمل على متنها مقاتلات "سو-33" وقد استهدفت السفن الروسية مواقع تنظيم "داعش" والمجموعات الإرهابية الأخرى شمال سورية ودمرت عدد مراكز إنتاج الأسلحة الكيميائية السرية.
بتزامن مع تقدم عسكري انتزعت السلطات السورية زمام المبادرة في مجال دبلوماسي وتسوية سياسية للأزمة واستفادت من الخلافات المتزايدة بين رعاة المعارضة: الولايات المتحدة والدول الغربية وتركيا والسعودية وقطر.
لقد رفض واشنطن دعم عملية "درع الفرات" للقوات المسلحة التريكة وفصائل المعارضة في شمال سورية. من جانبه قال الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب إنه يعتزم قطع تسليح وتمويل المعارضة وفرض الضغط على الدول الداعمة لها.
أثارت هذه التصريحات قلقا شديدا في صفوف العارضة ما أجبر قادتها على اتهام الولايات المتحدة في "خيانة". أعلن قائد "أحرار الشام" أبو يحيى الحموي إن السلطات الأمريكية تحاول إعاقة هجوم المعارضة شمال سورية. في سياق متصل اتهم قائد "جيش المجاهدين" محمد جمعة بكور واشنطن في كسر وعودها بتقديم الأسلحة المتطورة.
أدى ازدياد التوتر والخلافات إلى الاقتتال بين المسلحين. في الآونة الأخيرة اشتعلت الاشتباكات المسلحة بين فصائل المعارضة والمجموعات الإسلامية الجهادية "جبهة النصرة" و "أحرار الشام" التي تسعى إلى تنامي نفوذه على حساب الفصائل الأخرى وقد داهم الإسلاميون مواقع "الجبهة الشامية" و"ثوار درايا" وسرقت الأسلحة التي تم تسليمها من الخارج.
اما المعارضة وتفقد تدريجيا دعم رعاتها فيما تستمر دمشق بتعاون حلفائها تعزيز موقفها عسكرياً وسياسياً على حد سواء.