ان على الصحفيين و المثقفين و العاملين في الاعلام ان يعرفوا المهنية في مجال عملهم قبل غيرهم و لكنهم و للاسف سارعوا دون شعورهم للهلث وراء حملة شعواء بائسة محمومة لموضوع تافه و مخجل و أسبغوا عليه هالة اعلامية و فتحوا ضده جبهة صاخبة لا تفيدنا في شيء غير مزيد من التشويش و اللغط و الكلام الفارغ - ان نشر الخبر من قبل بعض المثقفين بهذه الطريقة التي يقلدون بها الاخرين دون دراية و التي سيكونوا فيها أداة و سببا للفتك بالعاملين في صحيفة الشرق الاوسط و قد تصل الحالة للتحريض على قتلهم و ان حصل ذلك من سيتحمل مسؤولية الاعتداء عليهم - ان نشر خبر بصرف النظر عن دقته من عدمه لايعني تجريم من نشره - كنت اتمنى ان نعطي الادلة على تفنيد و تكذيب و دحض المزاعم التي جاءت بالخبر الذي نشرته الصحيفة بدلا من الذهاب ضمن موجة ضعاف النفوس الذين حاولوا و يحاولوا الشحن و التأليب على صاحب الخبر و صاحب المؤسسة التي يُنسب اليها نشر الخبر و البعض بل الكثير صب جام غضبه على دول مثل السعودية و غير السعودية - كنت اتمنى على الجميع ان يتجنبوا المهاترات - ان الواقع يشهد على حصول موبقات كثيرة من قبل الكثير من الشواذ الذين تتاح لهم الفرصة في الاجواء غير الصحية و المناخ الهائج من الاختلاط بين النساء و الرجال اثناء اوقات الزيارات و انا سمعت الكثير و عاينت الكثير من التصرفات الطارئة التي أخجل ان اشير اليها - علينا ان لانغمض عيوننا عن الحقيقة و جميعنا نعرفها - كنت اتمنى بدلا من الهجمة ضد الصحيفة و التي ابعدتنا عن جوهر الموضوع في التسكع غير المسؤول و ضياع الوقت الثمين لممارسة دينية اثبتت الايام انها لم و لن تنفعنا في شيء - فانها لم تزد من ايماننا و لم تغير من طبائعنا و لم تُقوّم من سلوكنا بل اننا نزداد انحرافا يوما بعد يوم و نزداد انغماسا في الفساد يوما بعد اخر - ان الحياة معطلة و الحياة مشلولة في العراق و المدارس مقفلة و الاسواق مهجورة و الشوارع فارغة بينما تسير الحياة الزاخرة بالجمال و العطاء و الحيوية على مايرام في جميع دول العالم و لهذا فان العراق هو البلد الوحيد في العالم الذي تعطلت فيه الزراعة و الصناعة و الدراسة و العلوم و العطاء و كل الوان الحياة العصرية و اصبح لايعرف غير الاستهلاك للمواد الغذائية والتبديد للثروة الحيوانية - انها فرصة للمتصيدين في الماء العكر ان يحرفوا تفكيرنا تجاه امور رخيصة بدعوى ان فلانا مسّ شرفنا - كنت اتمنى ان تستنهضوا غيرتكم فعليا و ليس بالكلام فقط حينما استباح داعش بناتنا العراقيات من الايزيديات و غير الايزيديات بسبب تهور و عناد و طغيان بعض السياسيين بل جميعهم و على رأسهم المجرم المالكي - عليكم الثأر من الارهاب الذي اكتسح كل شبر في العراق لا ان توجهوا سهام شجاعتكم الكلامية ضد خبر - و لولا الضجة التي افتعلها البعض لم نسمع ذلك الخبر الذي نشرته صحيفة الشرق الاوسط و لكن الجميع ساهم بنشر خبر تافه و اسبغ عليه دعاية كبيرة للخبر و لصاحب الخبر و لصاحب الصحيفة - أين هيأة الاعلام الرسمية و التي هي المسؤولة فقط عن متابعة هكذا اخبار و معالجتها في أوانها قبل ان تستفحل و بدلا من ان تزج شارعنا الملتهب بهذه المواضيع التي لم تكن في أية حالة من الحالات من اختصاص عامة الناس - نعم ان العراق اليوم اصبح صاحب فضل على صحيفة الشرق الاوسط للدعاية التي نالتها بسبب بعض العراقيين المهووسين بالهذيان
|