مقهى البرازيلية والعدد اليدوية |
بكل تاكيد انها ذكريات موجعة عندما نستعرض معالم اهم شوارع العراق بل واعرقها واشهرها ليس على الصعيد المحلي بل العربي وربما العالمي ، انه شارع الرشيد الذي وبمرارة ووجع نقولها تحول اليوم الى شارع اشبه بالمهجور عند حلول الظلام اليومي بعد ان كان الشارع الذي لاينام وتحولت غالبية محاله التجارية الراقية الى مراكز لبيع العدد اليدوية ومطافئ الحريق واخرى لسمكرة وصبغ السيارات بانواعها وبالتالي سمحت الفرصة لتحوي قسما منها الى القصابة التي تبيع اللحوم العراقية وبكل تاكيد بلا رقابة حكومية او ضمير ، بالتالي يتحول هذا الشارع الى مركز تجاري فوضوي محاله بدون ضوابط وضاربة كل الشروط والاجازات عرض الحائط الاهم هو كسب المال وايجاد مكان لتصريف اية بضاعة تجذب لها الزبون ، نعم اليوم هجرت العوائل البغدادية الشارع وصار مرعبا بحلول الظلام وهجره رواده واصحاب محاله الاصليين بعدما عرضوا محالهم للبيع والتي كانت تعرض كل ماهو راقي يواكب التطور العالمي ، ويقينا كان شارع الرشيد ملتقى المثقفين والادباء لوجود اضافة الى اعرق دور السينما مكتبات عامة ومقاهي يلتقي بها الثقفون والاكاديميون من طلبة واساتذة الكليات والمعاهد الثقافية والفنية والادبية فصارت مقهى البرازيلية الاشهر في بغداد والمنطقة وكانت ملتقى لشخصيات عراقية وعربية مشهورة ومعروفة وسجلت اعجاب كافة الشرائح واهمها الثقافية والادبية والفنية وحتى الرياضية منها فكانت تمتاز بالهدوء اللقاء المثمر الى جانب تقديم ارقى انواع مايقدم في المقاهي مع احترام كبير للزبائن من القائمين والعاملين عليها ، ومن الشخصيات التي ارتاد مقهى البرازيلية رواد حركة الشعر الحر مثل بدر شاكر السياب عند حضوره إلى بغداد وبلند الحيدري وعبد الرزاق عبد الواحد ورشيد ياسين وسليمان العيسى وعبد الوهاب البياتي وغيرهم، يرتشفون القهوة البرازيلية المشهورة والتي يحضّرها عامل متخصص مستخدمًا المكينات المخصصة لتحضير القهوة على البخار المستوردة منذ أربعينيات القرن العشرين ، نعم الوجع والالم والحزن يخيم على روادها من الذين عاصروها وهم يمرون اليوم من امامها ويتعرفون على مكانها بالتحديد وهم يتفاجئون بانها تحولت الى محال لبيع العدد اليدوية ومواد المطافئ حالها كحال غالبية محال شارع الرشيد مايجعلهم يتسائلون عن مصير الشارع الذي انفقت عليه امانة بغداد وبعض الجهات الحكومية المليارات من اجل النهوض به من جديد والاحتفال بمرور عشرات الاعوام على افتتاحه ولكن المواطن لن يجد ان المليارات قد اسهمت في عودة اعمار الشارع باستثناء طلاء الاصباغ التي جدراه والركائز التي تستند عليها الابنية القديمة التي مؤهلة اليوم للسقوط في اية لحظة ، نعم المواطن يعصره الالم والوجع عندما يكتشف ان محال لبيع الواد العشوائية تكتسح الشارع بلا ضوابط ورقابة وقوانين تفرضها الحكومة بالتالي غير الشارع من مسار المواطن بمركبته او على الاقدام الى شوارع اخرى خوفا من المفاجئات التي تحدث عند حلول الظلام . اغيثوا شارع الرشيد الذي هو ماتبقى لنا يرحمكم الله .
|