الامن والامان في البصرة

 

من أمن العقاب أساء الأدب ، مقولة واضحة بدلالتها ،ودقة معناها ، وهي تنطبق على مايعانيه المجتمع العراقي بشكل عام و البصري بشكل خاص من فراغ أمني ظاهر للعيان حيث الأيام التي خلت شهدت البصرة تداعياً امنياً خطيراً ، فقد نشطت عصابات الجريمة المنظمة مستغلة أنشغال قوات الشرطة ــ و هي المسؤول الاول والمباشر عن أمن المواطن ــ بتكثيف جهدها لدعم باقي صنوف القوات المسلحة العراقية في معركتها لتحرير الموصل من براثين داعش ومن لف لفهم ، وكذلك مستغلة قانون العفو العام الذي أقره البرلمان العراقي والذي يشمل شريحة واسعة من المجرمين وأرباب السوابق ،صحيح هناك في الحبس أناس كثر مظلومين ،وتمت أدانتهم بفبركة الادلة أو بسبب وجودهم في زمان ومكان خاطئين وهم الآولى بشمولهم بقانون العفو هذا ،لكن تبقى النسبة الاكبر من المدانين هم مجرمين أمتهنوا الاجرام وادمنوه.

 في البصرة تكررت حوادث لجرائم مختلفة مثل محاولة قتل استاذ جامعي متقاعد بهدف السرقة وبعدها بأيام عملية سطو مسلح  نفذت بواسطة عصابة مكونة من (18) عنصر يرتدون الزي العسكري ومسلحين باسلحة رشاشة  قاموا بسرقة محال لصياغة الذهب في سوق شعبية في محافظة البصرة ،وحسب مصادر اخبارية محلية تقدر السرقة بما مقداره (116) كيلوغرام من الذهب وهي الاكبر ، وغيرها من السرقات التي تعتبر صغيرة قياساً للاولى ،وهذا كله يدل على ضعف الجانب الامني في محافظة البصرة .

 قبل مدة ليست بالقصيرة نوه عن مشروع ما يسمى بدرع البصرة وهو عبارة عن عملية تسجيل معلومات جميع العجلات الداخلة لمحافظة البصرة ومراقبتها الكترونياً وكذلك مشروع نصب عدة كاميرات للمراقبة تزرع في عموم شوارع المحافظة الرئيسية الهدف منها مراقبة التحركات المريبة للاشخاص المشبوهين ومن تسول له نفسه العبث بأمن البصرة ومواطنيها ، وبعض هذه الكاميرات زرعت في شارع الجزائر ( الاهم تجارياً في محافظة البصرة) ،لكنها لم تعطي ثمارها بشــــكل جدي وفــــعال، ربما بسبب كونــــها(اي الكاميرات) مزروعة على الشارع الرئيسي فقط وبشكل ظاهري للعيان مما يجـــعل منفذي تلك الجرائم يتحاشون المرور ضمن مديات تلك الكاميرات وبهذا يضيعون الـــفرصة على المراقبين من القوات الامــــنية بكشــف تحركاتهم المشبوهة .

  لايخفى على احد أن البصرة محافظة لها اهميتها الاقتصادية لثرواتها النفطية وكذلك لموقعها الجغرافي الذي يحتم استتبابها الأمني ،وهذا يتطلب جهد ومتابعة أكبر من قبل اللجنة الامنية في مجلس المحافظة ، يحدونا الأمل بأن تحل القضايا الامنية الاخيرة من سرقات ومحاولة قتل وان يتم القاء القبض على الجناة بالسرعة القصوى لتعزيز ثقة المواطن البصري بالامن والامان في البصرة اللذين فــقدا في هذه الايام .