(ملاحظة : مقالنا هذا يعبر عن وجهة نظر شخصية ولا علاقة له بالمنظمات السياسية والمدنية التي أنتمي لها وأعمل وأنشط فيها)
يلعب الإعلام دوراً مهماً وبارزاً في كافة المجالات والنشاطات حتى باتت أهميته في الحروب على سبيل المثال لاتقل عن أهمية الجيوش المتحاربة نفسها. أذكر أن صديقاً لي كان جندياً في الجيش أبان الحرب العراقية الإيرانية ، أخبرني بأنه كان يستمع لنشرات الأخبار من محطات الإذاعة العراقية وبالذات البيانات العسكرية التي كانت تصدرها القيادة العسكرية العراقية عن سير العمليات العسكرية والحربية يومياً وذلك عبر راديو صغير. كان حريصاً على سماع تلك البيانات كل يوم من موقعه في خندق داخل منطقة إيرانية محتلة ، حيث تشير تلك النشرات إلى نشوب معارك طاحنة بين الطرفين المتحاربين بالذات في المنطقة التي كان يتواجد فيها ، وكانت تلك البيانات تذكر أن عدد ضحايا العدو بلغت مئات أو آلاف القتلى والجرحى ، وكذلك تدمير وإتلاف عشرات الآلات والمعدات العسكرية ، في حين لم يخسر الجانب العراقي أحداً وربما شهيداً واحداً في أحسن حالات الإعتراف ، في الوقت الذي أكد لي صديقي أن المنطقة التي كانت وحدته متمركزة فيها لم تطلق فيها رصاصة واحدة لأيام وأسابيع ، الأمر الذي يعني أن تلك البيانات كانت تكتب وتذاع بقصد إستهداف العدو معنوياً ونفسياً.
لقد بات واضحاً أن الكادر الإعلامي للنظام السابق والذي وجد نفسه عاطلاً عن العمل بعد 2003 بعدما كان يحصل على مميزات مالية ومعنوية كبيرة من النظام السابق في حينه قد إتجهت غالبيته أو نسبة كبيرة منه للعمل مع التنظيمات الإرهابية على أختلاف مسمياتها ، لذلك لوحظ التفوق الإعلامي الكبير لتلك التنظيمات على إعلام الدولة العراقية بعد 2003 ، خاصة وأن من تبؤأ المناصب الإعلامية المهمة في الدولة العراقية بعد 2003 لم يكونوا من الإعلاميين ذوو الخبرة بل أن أغلبهم حصلوا على تلك المناصب بدواعي المحاصصة الطائفية والحزبية والعشائرية التي حطت رحالها في العراق بعد سقوط النظام السابق لننتهي في مستنقع الطائفية الذي هو أعمق من مستنقع الديكتاتورية البغيض.
في أستراليا ، أعتادت جهة إعلامية أن تعمم مجموعة من التسجيلات المصورة على أبناء الجالية عبر البريد الإلكتروني. ففي رسالة الإسبوع الفائت ، تضمنت فيلماً عن مسيرة دينية في سيدني بمناسبة أربعينية الإمام الحسين (ع) ، ذكر فيها أحد المتحدثين عن المناسبة تعبير " هنيئاً لمن يناصر الظالمين " ، والمقصود أن يقول " هنيئاً لمن يناصر المظلومين " لأنه من غير المعقول أن يهنأ من يناصر الظالمين . هذا الخطأ غير المقصود كان يجب أن تنتبه له الجهة التي صورت المقابلة أو تلك التي أنتجتها وأخرجتها ، لكن كما يبدو أن ذلك لم يتم أو أنه خارج نطاق إهتماماتهم الإعلامية.
مما تجدر الإشارة له أن الرسالة الإسبوعية تتضمن أيضاً مقترحات لمشاهدة مجموعة من الأفلام المصورة ، كان يجب أن تراعى الدقة في أختيارها كونها مرافقة للفيلم الخاص بالمسيرة الدينية بمناسبة أربعينية الإمام الحسين (ع) ، لا أن تتضمن تلك الأفلام المختارة صوراً خلاعية مفضوحة.
نتمنى من المسؤولين إبداء القدر اللازم من الإهتمام بالإعلام وتعيين إعلاميين أكفاء يمثلون العراق ويتقنون على الأقل ليس فقط اللغة الإنكليزية بل قبلها العربية.
|