الاسئلة !؟ ******* لماذا ملت المجتمعات الغربية وسأمت بل وخافت من الهجرة الشرعية وغير الشرعية !!؟؟ ، أليست هي مجتمعات ديموقراطية ليبرالية ، والليبرالية فلسفة انسانية تتجاوز الدين والقومية والوطنية !!؟ هل عندها حق أم لا حق لها في هذا الملل والسأم المتنامي وهذا الخوف والقلق المتصاعد !!؟؟ ، وهل ساهم التطرف الاصولي الاسلامي والعربي في تصعيد التطرف الاصولي القومي واليمين الوطني والديني في الغرب!!؟ ، وما هو دور الازمة الاقتصادية والعامل المالي في هذه القضية !!؟ ، (محاولة للغوص في عمق المشكلة!) ------------------------ الأجوبة ! ****** يجب الانتباه الى ان الموقف الرسمي والشعبي من قضية الهجرة ، شرعية أو غير شرعية ، في الغرب عموما ، وفي بريطانيا خصوصا حيث أقيم اليوم كمواطن متجنس من أصول عربية ومسلمة ، قد تبدل تماما عن ما كان عليه في الماضي ، اي يوم وصلت انا وغيري من الليبيين للغرب الديموقراطي الليبرالي هروبا من (النعيم الارضي) حيث جماهيرية القذافي العظمى والعتيدة (!!) وذلك في مطلع التسعينيات (الفوج الثالث من المهاجرين الليبيين) ، فالانجليز ، وسكان المملكة المتحدة الاصليون عموما (انجليز واسكوتلدنيين وويلزيين وايرلنديين شماليين) اغلبهم ، اليوم ضاقوا ذرعا بالاجانب حتى من اولئك الذين يأتون من اوروبا الشرقية للاقامة في بريطانيا بشكل دائم او حتى بشكل مؤقت بغرض العمل ! ، انا ألمس هذا التغيير في تصرفات شعبية عامة وتصرفات رسمية وادارية متشددة ضد الاجانب بل حتى مع الاجانب المتجنسين بل والله إنني بت ارى هذا السأم والضيق والارتياب والقلق في عيون القوم !!.
كان بودنا ان تكون بلادنا ليبيا في وضع افضل بعد الثورة حتى نعود ونفر اليها قبل ان تصبح الحركة الوطنية البريطانية المتشددة ذات فاعلية اكبر واعمق واحد في مواجهة المهاجرين وقبل ان تبلغ موجة العنصرية الوطنية مداها وأوجها وتصبح لربما ذات مخالب ارهابية (!!!) ولكن خاب املنا في هذه الثورة !! ، عدد المشردين ممن ينامون في الشوارع او الحمامات العامة في مدينة (شفيلد) حيث محل سكناي بات أمرا لا تخطئه العين ! ، كذلك تزايدت موجة الاعتداء على المهاجرين أو طلاب اللجوء الجدد ومنهم بعض العرب وبعض الليبيين وعائلاتهم للأسف الشديد سواء من طلاب اللجوء او حتى طلاب العلم والسياحة! ، وأنا في صميم عقلي لا ألوم هؤلاء القوم على هذه الحالة من السام والقلق العام الشعبي والرسمي بل واتفهم ملابسات هذا التطرف الوطني المتنامي مع انني ، قبل ثورات الشارع العربي ، انا نفسي تعرضت عام 2004 لاعتداء على سيارتي من قبل مجهولين حيث تم قلبها ، ليلا ، راسا على عقب لأكثر من 8 مرات (!!) حتى اصبحت بقايا سيارة فضلا عن محاولة حرق نافذة البيت بالنار دون أن يصل البوليس للجاني(!!؟؟)(*) ، فتخيل معي اننا في ليبيا مثلا وقد هاجر الينا ملايين الافارقة ، مسلمين ومسيحيين ووثنيين، طالبين اللجوء الدائم في ليبيا وراغبين في تحسين ظروف حياتهم ، وتخيل ان وزارة الضمان الاجتماعي منحت لهم بدوافع انسانية مساكن ومعاش شهري وضمان صحي وسمحت لأبنائهم بالدراسة المجانية في مدارسنا بل وسمحت للمسيحيين منهم ببناء كنائسهم لممارسة حرية العبادة فيها ! ، ثم تخيل ان بعض المتطرفين المسيحين الافارقة ممن عاشوا وتربوا في ليبيا قاموا بعمل ارهابي استهدف المدنيين في الحافلة او السوق حيث الاهالي واعلن الارهابيون في بيان لهم عبر النت انهم نفذوا هذا العمل (الجهادي النضالي!؟) ضد الحكومة الليبية لانها تدعم المسلمين في نيجيريا ضد المسيحيين هناك !! ، تخيل هذا الوضع لتفهم لماذا وصلت الامور في الغرب الى هذا الحد من العداء الى المهاجرين وخصوصا العرب والمسلمين!! ، ضف الى ذلك تخيل ان الحكومة الليبية اصبحت في ذلك الوضع الافتراضي تعاني من عجز كبير في الميزانية العامة بسبب ازمة اقتصادية عالمية في سوق الغاز والنفط واصبحت بالتالي تعجز عن الاستمرار في تقديم المعونات الاجتماعية الحكومية لطالبي اللجوء والمواطنين من اصحاب الدخل المحدود او العاطلين عن العمل بما فيهم الاجانب المتجنسين وهم بالملايين !! ، تخيل معي كل هذه الظروف تحدث في ليبيا فكيف سيكون موقفك كليبي من الهجرة لليبيا شرعية وغير شرعية !!؟؟، ولهذا انا اتفهم طبيعة هذه (الحالة الوطنية المتطرفة) ودوافع هؤلاء الوطنيين العنصريين في بريطانيا اليوم ، فالبشرية ليست مهيئة بعد لقيام (دولة ديموقراطية ليبرالية ذات طابع انساني عام محض) حيث تكون الدولة بلا دين ولا قومية ولا حتى وطنية بل دولة ديموقراطية انسانية مفتوحة لكل البشر وشعارها (إنما الناس اخوة وامة واحدة!) وهو وضع مثالي خيالي لا اتوقع حصوله خلال القرون القادمة ، فالدولة الوطنية الحالية بهويتها وخصوصياتها الثقافية الوطنية والقومية والدينية والحضارية لازالت هي دولة العصر ، وكونها دولة ديموقراطية ليبرالية كما في الغرب لا يعني أنها ستتخلى عن ثوابت هويتها الوطنية وأصولها الثقافية وشخصيتها الحضارية التي تشكل (المسيحية) أحد مقوماتها ، فهذه الثوابت تظل (الخط الاحمر) الذي كلما أدت (الحرية الليبرالية ذات الحس الانساني) الى المساس به ، كلما ، هاجت وماجت في هذا المجتمع الديموقراطي (النزعات والتوجهات الأصولية) ، الوطنية والدينية والقومية والعرقية ، ذات النبرة المتشددة والمتشنجة وذات النزعة الشمولية !، كرد فعل طبيعي اجتماعي لحماية (النحن القومية) للأمة و(الهوية الوطنية والثقافية) للمجتمع ! ، هكذا هي المسألة ، وهكذا افهمها واتفهمها !! . ********** سليم الرقعي (*) بعض اقربائي داخل البلاد أخبرني حينها عندما جاء لزيارتي ان حوادث الاعتداء على سيارتي وراءه أعوان القذافي في الخارج بسبب موقفي المعارض خصوصا ان الاعتداء كان يقع دائما عقب مشاركتي في اي لقاء عام في غرف البالتوك والقائي كلمة ضد النظام ومع ذلك أنا رايت ذات ليلة بطريق المصادفة من الشباك المعتدين وهم اربعة شباب لهم ملامح السكان الاصليين لبريطانيا ومع ذلك اذا صح كلام ذلك القريب فيكون هؤلاء تم استعمالهم لهذا الغرض من قبل اعوان النظام في بريطانيا مقابل مبلغ مالي ، فالمال سلاح لا يقاوم ، فقد كان نظام القذافي يستعمل الاجانب في فترة الثمانينيات لتنفيذ الاغتيالات ضد الليبيين في الخارج كما حدث في اليونان ، ومع ذلك لازلت ارجح أنه عمل عنصري بالأساس خصوصا وأن تلك المنطقة التي كنت أقطنها اغلب سكانها 90% هم انجليز وتنتشر فيها عصابات المخدرات وهؤلاء في الغالب لهم توجهات عنصرية ضد الاجانب بعكس منطقتي الحالية التي هي منطقة مختلطة وللعرب وخصوصا من اليمنيين والصوماليين تواجد كبير فيها فضلا عن انهاء محط انظار الكثير من الطلبة العرب المبتعثين من بلدانهم ! . (*) بخصوص سيارتي المحطمة طالبني البوليس بضرورة ارسالها للتصليح او الاستمرار في دفع ثمن (الضريبة) المضروبة قانونا على المركبات مادامت في ملكيتي الخاصة وموجودة امام بيتي حتى لو كانت بقايا سيارة مهشمة ، الغريب ان رجل البوليس المدني المختص بالحي (المخبر!؟) زارني في البيت واخبرني انه تلقى رسالة من مجهول تفيد أنني بعد ان تهشمت سيارتي توقفت عن دفع الضريبة والتأمين !! ، ترى من يكون فاعل الخير هذا !!؟؟؟
|