عندما تستمع الى اي قناة خليجية تفاجئ وكأنها تنطق عن لسان الدواعش، وتجدها تكبّر اسمهم فتسميهم تنظيم الدولة وكأنهم قد تبادلوا معهم السفراء ! ومع ان هناك أدلة قاطعة على الدعم السعودي لداعش وان مئات الخليجين وخاصة السعوديين منهم قد ضبطوا وهم في صفوف داعش ومنهم من قتل ومنهم من أسر،كما تجاوز سفيرهم السابق مهامه الدبلوماسية الى التدخل في الشأن العراقي ،غير ان السعوديين يحاولون ان يوهموا الآخرين ان لاعلاقة لهم بداعش ،وتصدّق حكومة العراق هذه الحالة وتتبادل معهم السفراء وتقيم معهم العلاقات المختلفة . جريدة الشرق الأوسط ليست الحلقة الأولى : اذن ماصدر عن الجريدة ليس بالحلقة الأولى في سلسلة طويلة ممتدة في عمق الزمن الماضي ،من التدخلات ضد العراقيين وتهديد لوحدتهم الوطنية وان جاء هذه المرة بطريقة تمس المقدسات ومراسم زيارة الأمام الحسين (ع) التي تقض مضجعهم ،إذ بدأ كتاب ومثقفون من الشعب السعودي يغيرون أفكارهم حول ما اعتادت الوهابية تكراره من مغالطات بشأن عترة رسول الله وآل بيته الأطهار ،كما بدأ البعض بأطلاق المقارنات بين مايبديه العراقيون من كرم غير محدود،وحسن إستقبال لزوار الأمام الحسين وبين مايبديه آل سعود للحجاج . لقد لفقت الصحيفة الخبر وجاءت به مسندا ً عن منظمة الصحة العالمية بمايمس قدسية مراسم العزاء الحسيني وشرف الزوار والذين من بينهم الكثير من السعوديين نساءا ً ورجال ،كما فيهم كل جنسيات العالم ،ولكنها سرعان ماوجدت نفسها محرجة للكذب الفاضح الذي ارتكبته ،فمنظمة الصحة العالمية نفت اي علاقة لها بالأمر وهددت بمقاضات الصحيفة ، بينما حصل غضب جماهيري عراقي أجبر السلطات على رفض ماجاء بالصحيفة والتنديد به والتهديد بأتخاذ اجراءات ضدها مما أجبرها على حذف الخبر من موقعها الالكتروني وحذف صورة نسختها الورقية المصورة من الموقع ايضا، ووضع صورة عدد اليوم الفائت بدلها كما نشرت لاحقا نص بيان التكذيب الصادر عن المنظمة الأممية، مرفقا ً بإعلان الاستغناء عن مراسلها في العراق لنشره "معلومات مغلوطة". وضعت الصحيفة الخبر الكاذب المنسوب الى منظمة الصحة العالمية عنوانا لتحقيق نشرته . وقالت الصحيفة "إنها تنشر هذا النفي لتصحيح المعلومات المغلوطة التي تضمنها، كما تعلن أنه تم ايقاف التعامل مع محرر الصحيفة في بغداد الذي تسبب بنشر التقرير، وتؤكد أنها تلتزم بالمعايير المهنية الأخلاقية والدقة والموضوعية". ولم تشر الصحيفة في نفيها إلى الموقع الذي تقول منظمة الصحة أنه نسب الخبر الملفق اليها. وتكون قد ألقت باللائمة على مراسلها في العراق،والذي لم تسمه أو تكشف عن هويته ، لنقله أخبار غير صحيحة وأدعت أنها تخلت عن خدماته .
|