كمـــا كثير من الجماليّات التي اغتصبت و شُوّهت في هذه البلاد ، فإنّ الوظيفة العموميّة بعد أن كانت عنوانا للبريستيج ، تضمن قدْرا من العفاف و التعفّف لصاحبها و تغطّي عليه السّتر و تضفي عليه بعض – القدَرْ- فإنّها أصبحت لعنة و وصمة و ماركة مسجّلة للفقر والطّمع و الذلّ !! حتى الحكومة طمعت برواتب الموظف البسيط وتركت الرواتب العالية والمخصصات والنثريات الهائلة بيد المتنفذين واصحاب الابراج العالية!! فما معنى ان تكون (نثرية) احدى الرئاسات الثلاث تبلغ 50 مليار دينار!! وما معنى ان تقارن رواتب ومخصصات الهيئات المستقلة ورواتب ومخصصات منتسبي الكهرباء والنفط برواتب العبد لله الفقير!! وتذكروا ياسادة هناك موظّف – حافْ- و موظّف مغموس مغمّس ... و معناها موظّف عايش و مكتفي بالرّاتب ( المحنونْ) و ليس له أيّ دخل إضافي و لا عقارات و لا منقولات و هذا موظف حافْ ، أمّا الموظّف المغمّس فهو الذي احترف و أدمن التعامل بالرّشوة سرّا و جهرا و هو لا ينجز عملا و لا معاملة كبرت أو صغرت إلاّ متى قبض الثمن عاجلا غير آجل ( و كلّ خطوة بأجرها )!! حكومتنا حائرة بكيفية تعاملها مع الموظف من تعديل قانون التقاعد الى خصومات من رواتبهم واجازة الخمس سنوات ولا نكاد نفهم السبب في بلد بلا صناعة ولا زراعة وفساد مستشري وسرقات ملايين الدولارات في الليل والنهار، ومناصب وهمية وشهادات مزورة، حقا انها تعمة كارثية!!! لا اكاد افهم مايجري والبلد مليان بالمستشارين والخبراء والاكفاء؟!! حقيقة لانخفيها وهي ان جميع الموظفين والمتقاعدين خائفين، واصابهم القلق الشديد عن مصير رواتبهم في موازنة 2017 !! وهم يتسألون عن اسباب زيادة الاستقطاع من 3% الى 4،8% !! كما ينتاب الموظفون تساؤلات عدة حول التصريحات المتضاربة عن اجازة الخمس سنوات ، ولماذا نصف الراتب الاسمي وليس كله؟! الوظيفة العموميّة يا سادة ---عجلة – الإقتصاد التي يجب أن تبقى في دوران مهما كانت الظروف و الأحوال ،،،، غير أنّ الوظيفة العموميّة هي محطّ أنظار الرّقابة حتّى على ضعفها و هي شمّاعة المواطن يعلّق عليها كل سَخطه و نقمته و يوعز لها كل أسباب تعبه و ربما تعاسته،، الوظيفة العموميّة أيضا هي العمود الأساس للدولة مهما زاد عددهم ،وليسوا هم من افرغوا الخزينة بل اباطرة المال و الأعمال و مُلاّك العمارات والبلاوي الزرقة والسودة!! وحيتان الفساد وتجار العملة وغسيل الاموال هم دمار البلاد والعباد--- اقوا الله بالموظفين وارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء ولا حول ولا قوة الا بالله