المواطنة عنوان يتاجر به السياسيون لترويج بضاعتهم في الشرق الادنى بلباس الدين واحيانا الديمقراطية وكلهم يؤمنون بنظرية الغاية تبرر الوسيلة ،وهي اصبحت سلعة كاسدة مكشوفة ،لاتنطلي على الشعوب ،الا تلك التي رضت وترضى ان تكون جزء من لعبة طال امدها والمواطن هو الخاسر الوحيد فيها ،تتشبه بالطيور الداجنة التي لديها الفضاء مفتوح ،لكنها تختار ان تبقى مستعبدة ، بعد 2003 تغير الوضع في العراق وتغير معه المناخ السياسي الذي صار متقلبا لحد لايمكن وصفه،وعادت المواطنة معه لكن وفق مقاسات يخططها الراسخون في الازمات والتقلبات ،فصار مفهومها حسب اجتهادات القائمين عليها ،فمن تراه يخلص لوطنه ويحاول كشف زيف البعض من المتأزبقين ،يتحول بقدرة سياسي الصدفة الى خائن وعميل ،حتى صار العراقي يخشى انتقاد السلبيات لئلا يكون عرضة للاتهامات وصار ينأى بنفسه عن كل ما يمس الوطن ،وضمن طابور عبارة دارجة في العراق (شعلية)،اي لا علاقة بي بما يجري وعبارة (اشطب يومك)،
كل تلك الامور بسبب الدكاكين الحزبية والمصالح الفئوية التي تناست هموم العراقيين وتفننت في تشتيته ،واصبح همها الوحيد الكسب بشتى الطرق وليذهب الوطن ومواطنه الى الجحيم،عشرات الاحزاب والحركات ثم المئات وهي تنشطر يوميا، لتقسيم الغنائم وادخلوا البلاد في دوامة من الازمات والبطالة والامراض والارامل والايتام والعداد في تزايد ،السارقون متنعمون والشعب نازح في بلده ،انها خارطة المواطنة التي سبقت خارطة الطريق التي يرسمها الغرب ولن تكون الاسوء مما يعانيه العراقييون ،فما الذي سيجنيه المواطن من تقسيم محافظته الى ثلاث محافظات او تغييره الى اقليم ،سوى اعداد اخرى من المناصب والتخصيصات المالية لتلك المناصب ، المواطنة ليست دين او مذهب او قومية هي انتماء لوطن يحاول الجميع العيش فيه بامان وان تقدم له وتطور امكانياته بتطوير الكفاءات ودعمها ليعود بالنفع لكل المجتمع ،
فالوطن منزل واسرة طالما تعاون فيه افراده عمه الخير ،ولسنا بحاجة لخارطة تحدد محبتنا للوطن ،بل نقول لهم اتركوا الوطن لابناءه وسنلملم جراحاته وسنعيد بناءه ويعود كما كان واحسن ،فقط خذوا السحت من اموال اليتامى وارحلوا بلا عودة ،كي يعود للوطن استقراره وزهوه ،فالمواطنة شعور انتم فقدتموه ،وعلى العراقيين تحمل مسؤولية مستقبل الاجيال القادمة ويتخلصوا من الجاثمين على صدر الوطن ويعوا اللعبة .
|