وداعا فيدل كاسترو وداعا يا حارس الاشتراكية الاممية
 
يرحل ثائر من العالم وتبقى مسيرته محفورة في البيارق الحمراء هكذا هي بدايات القضية وهكذا تكتب نهاياتها ......
وبما انها قضية فيجب إن يكون لها هوية وصفة وتعريف وبما إن لها هوية الإنسانية وصفة الثورة وتعريف الدفاع عن الفقراء والمساكين والبسطاء فالقضية لا تندثر والثائرون لا يندثرون فهم يرحلون بأجسادهم لكنهم باقون بنهجهم وفكرهم في العقول والقلوب ......
اليوم يرحل فيدل ومن لا يعرف هذا المناضل العالمي الذي قاد ثورة شعب من اجل نيل الحرية والعدالة .....
كاسترو وهل ينتهي الاسم هنا ام هنالك اسم اخر يكمل الصورة لكي تظهر اللقطة التأريخية بحلتها الثورية انه تشي جيفارا الثائر الاممي الذي زلزل حضارة الرأسمالية بنضاله وكفاحه ففيدل والتشي رفيقان ونهجهما هو ذاته الدفاع عن الفقراء والمساكين ومسيرتهما حمراء فهي الثورة التي تصرخ يا لثارات المحرومين .....
فالقائد الاشتراكي العالمي فيدل كاسترو رسم بفكره ونهجه طريق الثورة التي من خلالها حقق الحرية والعدالة بمفهومها الصحيح ففي الوقت الذين كان يعاني فيه الشعب الكوبي من دكتاتورية باتيستا العسكرية انطلقت في خضم المعاناة والقهر والظلم الثورة الكوبية بقيادته مع رفيقه ونصفه الاخر تشي جيفارا الذي انطلق الى العالمية بثورة الفقراء والمساكين الى دول امريكا اللاتينية .....
هنا للحضارة كلمتها وهي تقف على اعتاب الثائرين المدافعين عن الإنسانية فرحيل كاسترو هذا اليساري الماركسي الاشتراكي الاممي حفر التأريخ في عقول وقلوب احرار العالم ومسيرته النضالية برهنت إن الشعوب المقهورة بحاجة الى الحرية وهذا ما حصل مع كوبا فبرغم صغر مساحتها وضعف بنيتها الاقتصادية وقلة تعدادها السكاني كل هذا جعلها في مرمى السلطة الدكتاتورية العسكرية التي كان يمارسها فولجنسيو باتيستا وبهذا كان من الضروري ظهور طلائع ثورية تقود ثورة من اجل تحطيم كل قيود واغلال همجية باتيستا الدموية التي جعلت من كوبا مزرعة يحكمها بالحديد والنار ويجعل من يعيش فيها عبيدا لذا كان لظهور كاسترو وجيفارا الاثر الكبير في رسم ملامح ثورة اسطورية يكون وقعها عميقا في صفحات التأريخ وبهذا برهن هذان الثائران العالمين عن عمق الوعي الإنساني من اجل النهوض بها في مستنقع الرأسمالية ففيدل كاسترو وتشي جيفارا صورتان للقيم والمبادىء الثورية التي تتخذ من الإنسان طاقتها وحيويتها وبهذا يتحقق المعنى الحقيقي للحرية والعدالة التي لطالما كانتا حلم الشعوب فالمحررون يضحون في سبيل إن تعيش شعوبهم بكرامة وشموخ .....
فرحيل فيدل لم يسدل الستار عن المسيرة الاشتراكية العالمية بل اشتدت بيارقها في اقصى الأرض الى الاقصى الاخر فالثورات الإنسانية لا تخمد نيرانها بل تلتهب مجددا برحيل الثائرين فعندما يرحل ثائر يولد الف ثائر اخر وبهذا تكتمل المعادلة الاممية التي تتخذ قيمة الإنسان وشموخه وكبريائه صيغة اساسية لمسيرة تحرر الشعوب من الظلم والطغيان .......
فكاسترو باقي في الوجدان الثوري ولا يمكن إن يزول برحيله بل هو باق بفكره ونهجه الإنساني الذي يحل بظلاله في كل زمان فالراحلون قبله من الثائرين بقوا ولم تزول ذكراهم فكيف بزوالها ببزوغ فجر ثائر اممي اخر انها الصفة الحقيقة للانسان المناضل بمبادئه الصامد بقيمه الباحث عن الحرية والعدالة