"لا تتركني يا أبي ما زلتُ على قيد الحياة".. جزائري يهزم أطباء فرنسيين كادوا يقتلون رضيعته!

 

في العاشر من شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2015 رزق الزوجان الجزائريان المقيمان بمدينة نيس الفرنسية محمد بوشنافة -33 سنة- وزوجته أنيسة -29 عاماً – بتوأمتين "صفا ومروى" ولدتا بصحة جيدة.

لكن القدر شاء أن تتعرّض التوأمة مروى لحمى شديدة في شهر سبتمبر لتتعكر على إثرها حالتها الصحية وتدخل في غيبوبة إجبارية وصلت بعدها لمرحلة طبية ميؤوس منها وجعلت الفريق الطبي الفرنسي المتابع لحالتها يتخذ قراراً حاسماً بموتها طبياً وإزالة جهاز التنفس الصناعي عنها.

لكن غريزة الأبوة دفعت بوالدها لخوض معارك قضائية وإعلامية مع المستشفى ومع الفريق الطبي لإيمانه بأن ابنته مروى بحاجة لفرصة طبية ثانية لتعود للحياة وبأنها لم تفقد وظائفها الحيوية وقادرة على مواصلة العيش رفقة شقيقتها التوأمة صفا.

يقول الأب بوشنافة لـ "هافينغتون بوست عربي" كانت "مروى وصفا أولى فرحة لي ولزوجتي أنيسة وكنا نعيش بشكل عادي إلى أن أصيبت مروى بحمى شديدة في أحد الأيام ووصلت درجة حرارتها إلى الأربعين درجة".

ويتابع "استوجب علينا نقلها لقسم الإسعاف بمستشفى نيس حيث نقطن وهناك أخبرني الأطباء أن حالتها عادية وطلبوا مني أن أعطيها مخفضاً للحرارة وأن أتابع حالتها في المنزل". 

تعكر الحالة الصحية للرضيعة

 

أثناء عودة والد مروى للبيت رفقة رضيعته فوجئ بأن حالتها الصحية لم تستقر بل زادت سوءاً مع تغير لون بشرتها الذي صار مائلاً للأزرق.

مما دفع بالأب إلى العودة للمستشفى وهناك أخبره الأطباء أن الرضيعة مروى تعرّضت لأزمة قلبية حادة وأن دقات قلبها تجاوزت السرعة الطبيعية مما استوجب إحالتها على جهاز المراقبة القلبية مع دخولها في غيبوبة إجبارية حيث تم تعويض عمل قلبها بمضخة قلبية صناعية لضمان استقرار سرعة النبض وفق شهادة والدها.

في الخامس والعشرين من شهر سبتمبر/أيلول الماضي أكد رئيس قسم الإنعاش بمستشفى نيس الفرنسي لمحمد بوشنافة أنّ حالة ابنته ازدادت سوءاً وأنه من الصعب أن تستمر في العيش مع تعطّل وظائفها الحيوية ولاسيما جهازا التنفس والقلب وبأنه تبقى لديه أمل صغير في نقلها لأحد مستشفيات مرسيليا المتخصص في حالات دقيقة مثل حالة مروى.

المعجزة الأولى

attwam

والد مروى لم يفقد الأمل وأصرّ على استمرار المتابعة الطبية لابنته بكل الوسائل حتى حدث ما وصفه بـ "المعجزة الأولى" حيث عاد قلب مروى للخفقان بشكل طبيعي بعد إزالة جهاز القلب الصناعي.

وهو ما اعتبره الأطباء أمراً مفاجئاً وأضاف محمد قائلًا "مع يأس الأطباء من حالة ابنتي واعتبارها دخلت مرحلة الموت السريري تحققت المعجزة الأولى حين عاد قلب ابنتي للخفقان بشكل عادي ومن دون مساعدة طبية صناعية لكن تبقى فقط مشكلة التنفس الطبيعي مع استمرار دخولها في غيبوبة بعد تلقيها فايروساً في الجهاز العصبي عطل جزءاً من وظائفه".

قرار طبي بإزالة جهاز التنفس

في الرابع من شهر نوفمبر 2016 ومع تواصل دخول الرضيعة في غيبوبة قرر الأطباء في مستشفى مرسيليا إثر جلسة حاسمة إيقاف كل التدخلات الطبية عن الرضيعة وإزالة جهاز التنفس الصناعي عنها بحجة أنها ماتت طبياً وبأنه لا أمل في عودتها للحياة كما يقول والدها.

وأكد محمد في هذا السياق أن إحدى الطبيبات المتابعات لوضع ابنته أخبرته أن هناك حالات أخرى تستحق فعلياً جهاز التنفس الصناعي، وبأن عليه أن يرضخ لقرار الأطباء وهو ما رفضه بشدة ودفعه لخوض معركة قضائية في المحاكم الفرنسية انتهت بكسبها ضد المستشفى الفرنسي.

يضيف محدثنا "كنت أزور ابنتي باستمرار وأتحدث معها رغم دخولها في غيبوبة كان شيء ما في داخلي يخبرني أن ابنتي على قيد الحياة وبأنها تتفاعل مع حديثي لها وتقول لي في سرها لا تتركني يا أبي أنا مازلت على قيد الحياة".

 

المعجزة الثانية

 

بعد أن كسب محمد القضية ضد المستشفى والفريق الطبي فوجئ منذ ثلاثة أيام بأن رضيعته استفاقت من غيبوبتها وبدأت تبتسم وتنظر له وتتفاعل مع كلامه وهو ما اعتبره الأطباء معجزة ثانية وبأن أخذ قرار بإزالة جهاز التنفس عنها كان قراراً ظالماً وغير عادل وفق تصريح الأب.

 

تفاعل الرأي العام الفرنسي

 

والد مروى الذي يعمل سائقاً خاصاً لم يكتف بخوض معركة قضائية من أجل بقاء ابنته على قيد الحياة، بل خاض معركة إعلامية عبر الشبكات الاجتماعية للتعريف بقضية ابنته للرأي العام الفرنسي.

حيث قام منذ نحو عشرة أيام فقط بتدشين حملة مساندة عبر فيسبوك تحت عنوان "يستحيل العيش من دون مروى" ووصل عدد المتابعين لها نحو 150 ألفاً من المتعاطفين مع قصتها.

والد مروى توجه في ختام حديثه لـ"هافينغتون بوست عربي" لكل القلوب الرحيمة والكفاءات الطبية في العالم أن تلتفت لقضية ابنته التي تشبثت بالحياة وكذبت كل تكهنات الأطباء وخبراتهم العلمية لكن يبقى المشكل وفق قوله في بقاء جهاز التنفسي الاصطناعي الذي لا يمكن للطفلة أن تستغني عنه وعجز الأطباء عن إيجاد حل طبي للرضيعة حتى تتنفس بشكل طبيعي.

مستدركاً "أخبرني بعض الأصدقاء أن هناك مستشفى خاصاً بأبو ظبي يعالج مثل حالات ابنتي مروى لكني غير قادر مادياً على مصاريف وكلفة العلاج أملي في الله كبير وفي أصحاب القلوب الرحيمة من الأطباء وغيرهم".