وماذا بعد الموصل؟؟؟

 

لو افترضنا ان الموصل تحررت ودفع العراق ما عليه من ضريبة دماء وارواح ومعاناة نازحين ومهجرين وخراب بيئي ثم يعود الأحياء من المقاتلين الى اهلهم ليضيفوا خرابهم النفسي والمعنوي الى قديم خراب مدنهم, منتصرون في الأعلام وتصريحات عناصر النكبة منكسرون في واقعهم وارواحهم متشظية بوجع الذكريات وفائض الأرامل والأيتام وانكسارات المعوقين وانين الأمهات ليسألوا:  من سلم ثلث العراق والموصل معه اذن؟؟؟.
لو افترضنا ان الموصل قد تحررت وخرجت من نفسها خاسرة ماذا سيعالج التحرير في خرابها المرعب ومن سيجمع اشلائها ويصلح الأنهيارات الروحية لأهلها؟؟ لا احد: اذن ايها العائدون منتصرون, اضيفوا مظلوميتكم الى مظلومية الحسين ابن علي وابكوا ما استطعتم ففي كل شارع عراقي كربلاء ولا تنسوا فضيلة البكاء.
في وجه العائدون ستتغول مشاريع الخذلان ودسائس الوقيعة المؤجلة لما بعد التحرير وتمتد اذرع التبعية لتسحب حصتها من تحت بساط نصر حققه الشهداء لتستبقي لهم علف التصريحات والمبادرات الخادعة ليبتلعوا المر من خسائرهم صاغرون في الوقت الضائع من لوعة الندم ثم يخضعون لأبتزاز احزاب الأسلام السياسي لتجنيدهم ضد اهلهم اذا ما انتفضوا لتحرير رغيف خبزهم.
دولة النسيج الرديء وحكومة ملتقى الأختراقات وتراجع الوعي العراقي تحت ضغط الخرافات وشعوذات الوسطاء ستكتمل عناصر اللعبة المنتصرة فساداً وارهابا وتمتد جسور التوافقات والمصالحات لتتخذ من تحرير الموصل ساعة صفرها, ان هوس الخدعة التي يتصدرها عمار الحكيم وجهاً لقوى تحالف الفساد يقابلها استجابة غير مشروطة لأتحاد قوى الأرهاب السياسي وفي مشروع (التسوية التاريخية) سُيسرق حلم العراقيين في ان يكون النصر باباً للانفراج.
ستتحرر الموصل في آخر فصل من افلام حرب النجوم الهوليودية, اربعمائة بعثي متدعش هبطوا من السماء ليمثلوا فلمهم على الواقع العراقي, بعد هزيمة ثلاثة فرق عسكرية بينها الفضية والذهبية والألاف من الشرطة المحلية ليحتلوا ثلث العراق ويعلنوا دولة للخلافة الأسلامية وعاصمتها الموصل , على امتداد عامين تقاتل اكثر من نصف مليون عسكري عراقي بكامل عدتهم وحشداً شعبياً وآخر عشائري وبيشمركة ودعماً لوجستياً وعملياتياً لأكثر من (60) دولة بقيادة امريكا لينتهي الفيلم بالأختفاء المفاجيء لداعش بكامل عفش دولتها الأسلامية وفي توقيت جديد تستعد الأشباح لأنجاز فيلم دموي يتم التوافق عليه في تسوية تاريخية تحضى بمقبولية هوليود المنطقة الخضراء.
غداً ستستعيد (ام الربيعين) المتبقي من اضلاعها ويخترق لامعقول الأحتمالات جدار المسحيل ليتسلل ابا بكر البغدادي من الأبواب الخلفية لمستوطنات مولانا عمار الحكيم ليبايعه خليفة ويحتفظ لنفسه والياً على الموصل ويصدر الخليفة الوارث مرسوماً آلهياً بتكليف سماحات ورؤساء كتل التحالف الوطني بتشكيل مركزاً للافتاء والتشريع ويعين قاضي القضاة مولانا محمود الحسن مسؤولاً لشؤون حريم المملكة ليمنع عليهن الحب وشرب الكحول ويحرم بدعة الأستجوابات لمسؤولي الأمة ويعلن خادم المقبوليتين هدنة بين المملكة والفساد غير قابلة للأسئناف, تلك حصيلة المعركة ان ينتصر الفساد في مملكة الحكيم.
قواتنا الباسلة ... الباسلة حقاً, سيعود منها الذين لم يحضوا "بالفوز العظيم" وعلى عيونهم الدامعة يتورم السؤال المخيف: انتصرنا في الموصل وسيهزمنا واهلنا الخوف من موت المفخخات والأحزمة الناسفة.
ـــ ما العمل اذن ... ولماذا حصل ويحصل كل هذا..؟؟, يشير الشارع العراقي الى هناك حيث المنطقة الخضراء وما فيها من عفش الدستور والديمقراطية وسلطات ثلاث ومطبخ يجهز العملية السياسية بوجبات حكومات صفقة ويرمي ما تعفن منها, على سرير الهناك يتضاجع الفساد والأرهاب على سرير النكبة ليولد جيلاً جديداً من الدواعش, من هناك فقط سيكون عراقكم منتصراً ايها البواسل.