مدينة تلعفر وحكاية التحرير |
فتحت بعدها الامبراطورية السلجوقية أبواب الهجرة للعراق، ومن ثم توسع الدولة العثمانية، بعدما فتح العراق على يد سليمان القانوني عام 1534 ، ومن بعدها إستيلاء مراد الرابع على بغداد عام 1638، مما فتح الافاق ليسكن الأتراك العراق، وينشأ التركمان في بلاد الرافدين، ولكن الجزء الأكبر من هولاء اليوم، ينحدرون من سلالة الجنود العثمانيين، والتجار وموظفي الدولة، ممن نُقلوا للعراق، خلال فترة حكم الدولة العثمانية. منهم العرب أيضاً وعلى إختلاف عشائرهم بما يشمل العلويين، عاشوا مع ذلك الوجود التأريخي، وتوارثت الأجيال تلك المدينة التأريخية، توحدهم عراقة مدينتهم ولغتهم التركمانية، بالرغم من محاولة العديد من الحكومات، اضطهاد وتهميش هذا المكون العريق، كان أخرها حكومة البعث الصدامي، والذي لم تسلم قومية أو طائفة من بطشه، أضف الى ذلك التدخل الكردي، الذي يحاول ضم تلك المدينة الى إقليمهم، وترحيل الهوية العربية منها!. ما بعد عام 2003م، بدأ الأمر يرجع الى نصابه، بعدما وجدت تلك المدينة من يمثلها بالحكومة العراقية، وصارت أهالي المدينة، تعيش شيء من التحسن في حالها الخدمي والمعيشي والأمني، لولا تدخل بعض القوى السياسية لاحقاً، والمستفيدة من تهجير العوائل العربية التركمانية من المدينة، فذاقت ويلات السيارات المفخخة، ونيران وشظايا الأجساد الملغمة،حالها حال المدن الغير أمنة في بغداد. مدينة تلعفر يقسمها شارع "تلعفر الكبير" ويفصل بين مكونيها العربيين"التركماني الشيعي" والتركماني السني" بعد دخول داعش الى المدينة، حاول بعض أهلها التصدي لهم، ولكن الإرهاب وجد حاضنة وثغره له في الجانب السني..! وبدأ يشن حملاته الإرهابية بأتجاه جانب الشارع الأخر! خرجت على إثره عوائل التركمان الشيعة أولاً، وبعدما أدرك الطرف الأخر، بأن داعش لا تستثني العدو والصديق، صار هو يخرج من المدينة. دخول قوات الحشد الشعبي الى مدينة تلعفر، يجعله بين مهمتين أحدهما أصعب من الأخرى، الأولى تحرير المدينة من داعش وجيبوبها المنتشرة بالوسط السني، وهذا ما حققه الحشد، وهو عازم على إكمال تحقيقه بالكامل. |