في ملتقى موسع أقامه الفريق الركن نجيب الصالحي ضم نخبة من القادة المناضلين في الجيش العراقي السابق ، ومعارضي نظام صدام في داخل العراق وخارجه الملتقى حمل عنوان (المعارضة الوطنية العراقية 1979-2003 مواقف وتحديات) تخللت اعمال الملتقى العديد من المحاور والقضايا التي تواجه البلاد وخاصة أزمة البلاد الاقتصادية والأمنية وسبل الحد من الفساد المستشري في المؤسسة العسكرية إضافة الى ردع تنظيم داعش الإرهابي والاعتماد على الكفاءات الوطنية التي تتسلح بالعلم والخبرة والمعرفة ولها باعها في مقارعة الظلم والاستبداد . وقد روى عدد من الضباط قصص من البطولة والتضحيات في حقبة الدكتاتورية وطالبو الحكومة العراقية بعدم التهميش والإقصاء تحدث الفريق الصالحي بحرقة وألم لا وصف له بسبب اجتياح تنظيم داعش الإرهابي أراضي البلاد قائلا : كاد ان يدخل أسوار بغداد لولا شجاعة وبسالة رجال الحشد الشعبي وما تبقى من رجال الشرطة الوطنية وجهاز مكافحة الارهاب ، ودعم المرجعية لهم بشتى المجلات ، وهناك كثير من قادة وضباط الجيش العراقي السابق لم ينصاعوا إلى أوامر النظام في ضرب أبناء شعبنا وخاصة في الانتفاضة الشعبانية ودخول الكويت ويجب ان يتم الاعتماد عليهم لما لهم من خبرة عسكرية وهناك العديد منهم لم يغادروا العراق ، ولكن واقع حال المحاصصة وترسيخ الطائفية وانتشار الفساد حالت دون استلامهم الى اي منصب في الوزارات الأمنية وانتقد تخلي المسؤول الاول في شبكة الاعلام العراقي عن حضور الملتقى على الرغم من معرفته الشخصية به ومواكبة عمل حركة الضباط الأحرار في عمان. حديث الفريق الصالحي المسترسل للاحداث بذاكرة قوية مشحونة بالمرارة والألم عما جرى للعراق بعد التغيير والتجربة الفاشلة والاطاحه بتطلعات الشعب وأماله في العيش الرغيد بسبب تكريس المحاصصة الطائفية التي سيرت بالعملية السياسية في العراق بمعية الأمريكان وقوى التحالف الخارجي ولكن حتى بعد خروج الاميركان لم نلمس من الحكومة الاراده الجادة في التعامل معنا لغرض المساهمة في بناء وطن ديمقراطي يتمتع باحترام حقوق الانسان ولديه جيش قوي وشعب مترف . وقد اعترض بعض الحضور على وضع لافتة كبيرة داخل قاعة الاحتفال كتب عليها (التنكر لمعارضي الديكتاتورية الحقيقيين وإبعاد الكفاءات الوطنية بذريعة المحاصصة والتوافقات تكريس حتمي لواقع الدولة السائبة في العراق) !! ولكن الصالحي اصر على كلمة السائبة او اكثر من هذا الوصف وقال ان المحاصصة الطائفية وتقسيم العراقيين إلى طوائف وأقليات واقع حال الدولة العراقية ، وتلك الافكار هي ليس بجديدة على قوى الاحتلال اذ توارثت تلك التطلعات منذ زمن الأتراك والبريطانيين وهم يرومون إشعال الفتن ودق طبول الحروب ويسعون برمي الاتهام الى ايران او تركيا والسعودية. الفريق الصالحي التحق بالمعارضة العراقية ضد صدام ونظامه برغم منصبه الهام كرئيس لأركان الفرقة الأولى وقد رشح قائدا للفرقة الثامنة ليلة هروبه إلى أربيل سنة 1995 ومن ثم الذهاب الى عمان ليترأس عمل حركة الضباط الاحرار ويتواصل في العمل السري مع معارضي الداخل لم تسند إليه أية مسؤولية أو منصب عسكري أو امني برغم انه بشهادة من يعرفه من العسكريين والمعارضة يتمتع بكفاءة عسكرية وقيادية كبيرة وقد شغل منصب المستشار في وزارة الدفاع لفترة وجيزة ، وحين اعترض على بعض القرارات الغير صحيحه تم تهديده بالمحاكمة امام المحاكم العسكرية وقد اضطر الى تقديم استقالته مرغما. وقد تناولت بعض وسائل الاعلام خبر : ان يكون الصالحي وزير الداخلية وهو من الضباط المناوئين لنظام صدام حسين من اجل العبور بهذه المرحلة الحرجة في العراق. ختام الملتقى الذي اداره بجدارة الاستاذ صادق الجمل، حمل الحضور وسائل الاعلام نقل هذه الرسالة بأمانة وحيادية الى المسؤولين في الدولة العراقية ان يلتفتوا الى هؤلاء القادة الذين ساهموا بزوال النظام الدكتاتوري ولا يتنكروا الى دورهم الهام ويقومون بتقاسم (الكعكعة ) حسب قوة احزابهم السياسية و مزاجهم ويبعدون الأسماء المناضلة عن المشاركة السياسية وخاصة الخدمة في المؤسسة العسكرية .
|