انعطاف في معركة حلب أجبر أردوغان على الكشف عن خططه في سورية

 

 

أدلى رئيس جمهورية تركيا رجب طيب أردوغان أمس بالتصريح الذي يوضح السبب الحقيقي لبدء عملية عسكرية في سورية "درع الفرات". وبررت السلطات التركية في وقت سابق تدخل قواتها الأراضي السورية بحجة مكافحة داعش والأكراد. لكن الآن أصبح من الواضح للغاية أنه كان هذا ستارةً للنوايا الحقيقية الأخرى فقط فهي إزالة الرئيس بشار الأسد عن السلطة.

ولم يخف أردوغان إنه لا يريد بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة. ومع ذلك كان تصريحه الأخير بصراحة للغاية. من الناحية يمكن تفسير كلمات الزعيم التركي بمثابة بيان لأهالي تركيا لأن أردوغان ليس من المرجح أن يكون قادرا على الإعلان عن سياسته الخاطئة بشأن سورية بصورة علنية. من الناحية الأخرى تزامنت كلمات الرئيس التركي مع نجاحات كبيرة للجيش السوري وحلفائه في حلب الشرقية وفشل الجيش التركي في الباب. ربما أردوغان لم يتوقع أن الأسد يقدر على القيام بهذا الهجوم السريع والناجح في حلب.

الجدير بالذكر أنه سيكون من الممكن السيطرة الكاملة على ثاني أكبر مدينة سورية من قبل القوات الحكومية في غضون شهر واحد في حالة حفاظ على الوتيرة الحالية للهجوم لأن المقاتلين تكبدوا خسائر فادحة وغادروا المدينة. في هذا السياق تحين الأوقات الصعبة لتركيا التي تدعم بعض جماعات المعارضة. ويتم انهيار خطط تركيا وإفشال محاولات تعزيز نفوذها في المنطقة.

ومع ذلك من الواضح أن الانتصار في حلب يمكن أن يصبح نجاح الأسد وحلفائه أكبر بنسبة لتحرير مدينة تدمر. وبالإضافة إلى ذلك هذا يسمح لدمشق بنقل مزيد من القوات لمواصلة الهجوم على مختلف الاتجاهات: في المناطق الحدودية مع تركيا أو في اتجاه مدينة الرقة أو من أجل فك الحصار عن مدينة دير الزور. ونظرا لذلك يمكن تفسير تصريحات أردوغان الأمس.

الزعيم التركي قد سيقتصر على التصريحات ضد الأسد كالضغط عليه ولم ينتقل إلى الخطوات العملية لإطاحة الحكومة السورية بالقوة. لكن تشير الخطوات الأخيرة في السياسة الداخلية والخارجية لأردوغان إلى أن الرئيس التركي هو السياسي لا يمكن التنبؤ به وقادر على الأعمال المتهورة والخطيرة. ونتيجة لذلك يمكن أفعاله الطائشة أن تؤدي إلى نشوب النزاع المسلح بين سورية وتركيا.