الأمور ستتعقد وتتطور!!

 

الذين يضعون آمالا على الإنتخابات الأمريكية وبأن الرئيس الجديد سيأتي بالحلول السحرية وغيرها من التصورات الإعتباطية , إنما هم في وهم كبير , وهذيانات تمليها أحلام اليقظة ويجلبها إليهم العجز والإعتماد على الآخرين في كل أمر وشأن.

وهم يغفلون حقيقة راسخة وواضحة ويتكرر القول بها في جميع المحافل والتصريحات واللقاءات وعلى لسان جميع المسؤولين , بأن الذي يخدم مصلحة دولة إقليمية معروفة هو الذي يكون ويتحقق ويتطور , والذي لا يخدم مصالحها وقوتها وهيمنتها لا يمكنه أي يكون ويتحقق مهما كان الثمن.

وهذه الحقيقة الثابتة والمعمول بها دوما وفي جميع الإدارات , ويؤكدها كل رئيس منتخب , منذ منتصف القرن العشرين وحتى اليوم , هي التي تتحكم بالسياسات الأمريكية في الشرق الأوسط , ولا يستطيع أي رئيس مهما توهم أن يتجاوزها أو يزعزعها .

وما يجري في المنطقة يحقق أهدافها وتطلعاتها ويوظف الطاقات لإنجاز مشاريعها , وهي تعيش في أرقى وأخصب مراحلها وتأنس بإنتصارات فائقة لم تخطر على بال قادتها ومؤسسيها , ولهذا فأن الذي يدور في المنطقة سيتطور ويزداد شراسة وتدميرا , وستتنامى الحروب العربية العربية , وستتمزق الأوطان , وستشارك القوى الإقليمية المتأسدة الثلاثة في تقسيم البلاد العربية والإستحواذ على حصصها فيها , وسيكون لها نشاطات واسعة منافسة لبعضها البعض أو متوافقة مع بعضها وفقا لأجندات خفية أو علنية , ولدول أخرى توجهاتها التي تسعى لتحقيقها.

فالإتفاقات الخفية ما بين القوى الكبرى والقوى الإقليمية تقضي بإمتلاك العديد من الدول العربية من قبل هذه القوى الإقليمية الثلاثة المهيمنة , والمتنامية في الشرق والغرب والشمال العربي.

ومن هنا فأن الإدارة الأمريكية الجديدة , ستساهم في زيادة وتيرة إنجاز مشاريع الدول التي تخدم مصالحها , وتؤكد دورها وهيمنتها على الواقع العربي في كل مكان.

أي أن الذي سيجري هو أتعس مما جرى , وستتواصل دائرة النوازل والنواكب العربية المفرغة , وستتساقط دول عربية كبيرة وعتيدة , لأن المشروع المطلوب هو أن تنمحق الدول العربية عن بكرة أبيها وتتحول إلى فئات ومجاميع متقاتلة , ولن يهدأ لها وطيس , ولن تتنعم بالحياة ما دام فيها العديد من الخونة والخانعين والمدجنين والتابعين والمؤدلجين والمُبرمجين الذين يهندسون لمسيراتها الإنتحارية الفائقة التعجيل.

وما بقيَ للدين دوره الفتاك ,  وقدرته على تحشيدها ضد بعضها وإراقة دماء وجودها , وتخريب عمرانها وتهجير إنسانها , وجعلها أمة موت لا أمة حياة , فلن تقوم لها قائمة.

فترقبوا ما سيأتي من الفظائع التي تؤهلون أنفسكم للقيام بها وتلقون باللائمة على مَن يفكر بمصالحه , وأنتم من أكثر خلق الله عدوانا على مصالحكم وإنتقاما لأنفسكم من أنفسكم , وتتهمون الآخرين بما يدور في دياركم المفجوعة بأنظمتكم لا بغيرها , وإنكم لمن المُغفّلين.