رسالة تحية إلى المؤتمر العاشر للحزب الشيوعي العراقي

 

الرفاق الأعزاء

يطيب لي أن أتوجه بتحية الود والاعتزاز إلى أعضاء المؤتمر العاشر للحزب الشيوعي العراقي، ومن خلالكم إلى شيوعيي العراق وأصدقاء الحزب ومؤيديه والمساندين للقضايا العادلة والإنسانية التي يناضل من أجل تحقيقها منذ نيف وثمانية عقود، ولم يتوقف عن ذلك النضال رغم التضحيات الغالية والخالدة التي قدمها على طريق الكفاح المشرف والمجيد.

يواجه مؤتمركم، مؤتمر الحزب العاشر، قضايا عصيبة، معقدة ومتشابكة وملحة، نتيجة السياسات غير العقلانية المستندة إلى نهج خاطئ ومقيت ومميت، نهج التمييز القومي والديني والمذهبي والفكري، نهج التفريط والتهميش والإقصاء، نهج الفساد والمليشيات الطائفية المسلحة، الذي مورس في العراق منذ إسقاط الدكتاتورية الغاشمة وما يزال يهيمن على الساحة السياسية العراقية، النهج الطائفي السياسي والمحاصصة الطائفية المقيتة التي ألحقت أفدح الأضرار بوحدة الشعب والوطن.

ليس النضال اليومي الذي تخوضونه في هذا الظرف العصيب الذي يمر به العراق سهلاً وبسيطاً، بل كان وما يزال معقداً ومعمداً بالتضحيات ودم الشيوعيين وأصدقاء الحزب والشعب عموماً، خاصة وأن القوات المسلحة العراقية والپيشمرگة والمتطوعين يناضلون اليوم بإصرار وعناد لطرد عصابات الغدر والخيانة التي احتلت الموصل ومناطق واسعة من نينوى والمحافظات الغربية، عصابات داعش المجرمة، والتي ساهم حكام العراق بنهجهم وسياساتهم وصراعهم المرير والمدمر حول السلطة والمال والنفوذ ومن وراء ظهر الشعب في تسليمها لتلك العصابات. ولكني أثق بقدرتكم على تذليل الصعاب ووضع النهج والسياسات الصائبة لتجاوز المحن والأزمات والكوارث التي حلت بالعراق خلال العقود الخمسة المنصرمة، ولاسيما خلال الفترة التي أعقبت الدكتاتورية البعثية الفاشية وبعد احتلال الموصل وتشريد سكانه من إيزيديين ومسيحيين وشبك وتركمان وارتكاب جرائم الإبادة الجماعية بحقهم وبما في ذلك واقع النزوح غير الإنساني والهجرة المريرة لمئات الآلاف من أبناء وبنات الشعب العراقي بكل قومياته وأتباع دياناته ومذاهبه الدينية والفكرية.

إن نضالكم العنيد والشائك ضمن التيار الديمقراطي العراقي سيسهم دون أدنى ريب بتحقيق أوسع جبهة وطنية وديمقراطية ملحة تضم كل القوى الحية والقادرة على المشاركة في النضال وتنويع الحراك الشعبي وتطويره وإغناءه لتحقيق التغيير والإصلاح الجذري المنشود في وضع العراق الراهن، لدحر الطائفية السياسية والمحاصصة المشينة ومعالجة المشكلات القائمة مع إقليم كردستان العراق ومع المحافظات، وإقامة الدولة المدنية الديمقراطية العلمانية وبناء العراق الديمقراطي والتقدمي الجديد المنشود وتغيير بنية اقتصاده الوحيد الجانب والمكشوف كلية على الخارج والمستنزف بثرواته وقدراته البشرية، العراق الذي يواجه تدخلاً فظاً ومدمراً من دول الجوار والدول الكبرى التي لا تريد الخير للعراق وقومياته المتآخية منذ قرون.

أحييكم بحرارة وأشد على أيديكم وأرجو لمؤتمركم العاشر النجاح والتقدم ودمتم للنضال