سلبيات الأعلام العراقي

 

لوسائل الإعلام دورا وطنيا كبيرا بالوصل بالمجتمع الى حالة من التنمية وترسيخ الديمقراطية والمشتركات الوطنية  والأيمان بالسلم الأهلي والحقوق المتبادلة  وتشخيص الحالات الأيجابية  والسلبية من الأفعال السياسية , في العالم المتحضر سلطة رابعة وفي الأنظمة الدكتاتورية سلطة داعمة للحكام رادعة للشعوب لأشخاص على حساب الدولة  ، و تشمل العديد من الوسائل الإعلامية كالأفلام التثقيفية والإرشادية والملصقات والمعارض وكافة الوسائل السمعية والبصرية التي تتضمنها القوافل الإعلامية والثقافية المتخصصة  لهذه المهمة الوطنية , تنمية المجتمعات المحلية من اتباع الأساليب الحديثة في العمل الأعلامي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي  وتقوم على أساس إحداث تغيير حضاري في طريقة التفكير والعمل والحياة وبناء الشعوب ، عن طريق إثارة وعي البيئة المحلية به إن لم يكن ذلك الوعي قائما على الخلافات بين الطبقة السياسية ودخول الأفكار المتطرفة أو بتنظيمه إن كان متأثر بالمؤثرات الخارجية , لتوعية وتعريف الجمهور بالمشكلات و تقديم معلومات إضافية لتدعيم الرأي الإيجابي وصولا إلى الاتفاق أو الاقتناع الجماعي بالفكرة أو الرأي الداعم للبناء المجتمعي والأيمان بتعدد وجهات النظر وأحترام رأي الأخر وإن الأختلاف لا يصل لدرجة الخلاف ,  وتسهيل  الإدراك والحوار بين الثقافات و المساعدة على خلق فضاءات عامة لحرية التعبير والمناظرة وتعدد وجهات النظر التي تعد ضرورية للمواطنين في ظل مجتمع ديمُقراطي. تشكل وسائل الإعلام الهويات السياسية مثلما تحمي الهويات الراسخة وتُعد عنصراً ضرورياً من عناصر السلطة والصراع حولها وحماية الدولة ومواطنيها .  ويمكن أن يجعل الحوار أكثر قدرة على التصدي للأحداث و أكثر شمولاً بمساعدة الشعب والمؤسسات في الدخول في علاقات مع بعضها البعض على أساس من التفاهم المتبادل, في العراق اليوم العشرات من القنوات الفضائية التي أصبحت أحد هموم المواطن , متسابقة في نقل الأحداث والصور وما يدور في الساحة ومثلما تقسم العراق لمنافع خاصة تحول الأعلام لأبواق بعيدة عن دورها الراصد والمراقب لغرض التأسيس لمجتمع متلاحم منسجم على مصلحته العامة  , حتى كانت وسائل الأعلام أحد وسائل الفرقة ينصب عملها على أثارة مواضع الأختلاف ونقل التصريحات المتباعدة المتشنجة والمنابر المفرقة  بما في ذلك الأعلام الحكومي ,  وبفعل التكنلوجيا والأعلام الألكتروني يتم تناقل الخبر للملايين بلحظات دون تسليط الاضواء  على دور القوى الوطنية في سعيها لتلافي الأزمات وإيجاد الحلول من خلال حوار وطني بنّاء مستند للدستور والتفاهمات المشتركة والأرضية الوطنية , بينما يتسارع لنقل اي تصريح طائفي أو عدواني , خلال هذه الفترة ومنذ اندلاع أزمة الحويجة وما ترتب عليها كان معظم الأعلام العراقي ينطوي على صب الزيت على النار وإثارة النعرات الطائفية وتقسيم المجتمع , السيد عمار الحكيم خلال هذه الفترة كانت له لقاءات مهمة لتقريب وجهات النظر بين كل الأطراف العراقية من خلال لقائه مع رئيس الوزراء ورئيس التحالف الوطني ابراهيم الجعفري  ونائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي ونائب رئيس الوزراء صالح المطلك والهيئة السياسية للتيار الصدري ورئيس البرلمان أسامة النجيفي وشيوخ عشائر من الأنبار والموصل والجنوب , وهذا يعني ان هنالك قوة وطنية تسعى لتقريب وجهات النظر وتخليص الشعب العراقي من خطر يدق ناقوسه على الأبواب ومصير مجهول لحرب طاحنة  لا سامح الله , الأعلام كان له الدور السلبي في تسليط الاضواء لتلك التحركات نتيجة طبيعة الايدلوجيات التي تستند عليها القنوات الفضائية لتكون بذلك أداة أخرى لفرقة العراقيين , كذلك الأعلام لم يركز على جهود اللجنة السباعية والخماسية واللجان البرلمانية الساعية لترطيب الأجواء , خضوع الأعلام للمنطلقات الحزبية والفئوية والطائفية ومحاربة بناء الدولة والنظام السياسي من خلال القراءة الخاطئة والنقل الغير مهني , جعل  له الدور السلبي و لم يؤوسس لترسيخ الديمقراطية ووحدة الشعب وإبعاد الأخطار عنه ..