ثوروا على منابر الفتنة ومايكرفونات العياط الرجيم |
وهذه دعوة مخلصة أخرى في متصلة ما دعونا إليه من قبل ومن بعد ، وهي طيبة خالصة مجتهدة بما تيسر من مساحة العقل والمنطق ، وقد كتبناها ونشرناها خالصة مخلصة مخلّصةً لوجه الله والبلاد ، التي تمّ تسخيم وجهها البديع على يد ولسان ثلة عارمة من رجال دينٍ تحولوا إلى دكتاتوريات قاسية متخلفة ، تقود الحاكم والحكم من المقعد الخلفي لعربة الضلالة والكفر المبين . زبدتها الصافية هي دعوة مبهجة جادة قوية لرجال دين شبابٍ متسامحين وطنيين غير ملوثين بمثقال ذرة من الكراهية والتعصّب الأجوف ، والعمالة لعمائم أجنبية غبية ومتخلفة وكارهة حتى لنفسها من المذهبين السني والشيعي ، ليصيروا نواة علماء دين حقيقيين متعلمين دارسين ، أصحاب شهادات عليا ثابتة غير مزورة ، ومبرهنة بقوة العلم والنور والله الحقّ ، وصادرة من جامعات ومراكز بحث وتنوير وتعليم معترف بها ، بهدف نبيل عظيم طيب عاطر ، هو تأسيس تجمع علمي ضاغط مهمته الكبرى ، تصفير أو تقريب الرؤى والمعتقدات والهوى الصحيح المشطوف من كل عفَن ، بين المذاهب المسلمة كلها ، وأيضاً مع الأديان الأخرى التي تشاركنا الحياة الأولى ، وتنظيف المذهبين من أوساخ الكراهية واسباب القتل والخزعبلات والخرافات والطقوس الفائضة الكاسرة التالفة للروح وللعقل ، وإنهاء وتمويت فصل القصص التأريخية المندرسة المنفوخة ، التي صارت ماركة تجارية مغشوشة ، وحصر التفاسير وتقليل التآويل وإدخال الفكر الأرضي الحديث المنير المنطقيّ العاقل ، على المعتقدات القائمة بما لا يمس ثوابتها السماوية وجوهر الله ودياناته السهلة البسيطة الممكنة ، خارج عياط المنابر العالية والمايكرفونات الصائحة النائحة المتعصبة ، ومن ثم قيادة الرعية كلها ، إلى ثورة علمائية ضد كل أنواع العفن الفكري وفتاوى التخلف والتكفير والفتنة ، والشتم المجاني والبدع التي نامتْ ورسختْ ، حتى بدتْ مثل صنمٍ مؤبد ركب على عقول وقلوب الناس المخدرة المستسلمة . قلنا وكتبنا غير مرةٍ ومرات ، إنّ الدكتاتورية الدينية التجارية المتخلفة ، لهي أشدّ وأقسى وأظلم وأجرم على الناس من كلّ الأديان والطوائف ، من شقيقتها بالرضاعة وبالضلالة ، الدكتاتورية السياسية التجارية المتخلفة . ألدكتاتور السياسي سيقتلك ويشرح لك أسباب القتل وقد تنجح في تأجيل موتك ولو إلى بعد حينٍ قليلٍ أو طويل من الدهر ، لكنّ الدكتاتور الديني الذي سيفنيك من على وجه الأرض ، سوف يقول لك رجاء لا تجادلني لأنني أنهي حياتك الآن بأمر من الله ، وعندما تقول له إنّ الله الجميل الرحيم ليس هكذا ، فإنه سيطشّ على مسمعك تلاوة آية أو حديث نبويّ مبتسر ، أو قياساً لواقعة بائدة ومقارنة ، فإنْ قلت له أنت غلطان يا سيدي في تفسيرك المجتزأ المفصول عن سياقاته وسيرته العملية والنفسية الأولى ، قام بتبديل سكّين الذبح ذات الألم القليل ، بساطور آخر له أسنان مثل أسنان المنشار ، وربما نادى على طفلك الحلو ليتفرّج على مذبحك الباطل ، وليشعل النيران بقلبك قبل أن ترش على وليدك الباكي آخر نظرات الوداع . اصنعوا هذا اليوم يا شباب الدين السماوي الصحيح السهل اللطيف المحبوب المحبب ، ونظّموا عملكم الشريف النقي البهي هذا تنظيماً ، حتى تصير الأرض جنة رائعة آمنة لكل البشر .
|