قصة نهج البردة


البردة هي الكساء الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم  يرتديه  وهو عبارة عن كساء مخطط  يلتحف فيه  وقد خلعها على كعب ابن زهير بن أبي سلمى 
ويروى أن الشاعر بقي محتفظا بهذه ألبرده خلال حكم الخلفاء الراشدين  وبعد وفاته اشتراها معاوية ابن أبي سفيان من أهل الشاعر  وتوارثها الخلفاء الأمويون  فالعباسيون  حتى آلت  مع ألخلافه الاسلاميه إلى العثمانيين 
وتعد هذه ألبرده من علامة ألخلافه  حيث كان الخليفة الأموي يرتديها أيام الأعياد والجمع والمناسبات  وأصبح ذلك تقليدا توارثه الخلفاء من بعدهم  وهي الآن موجودة في متحف ( توب كابي ) في اسطنبول مع مجموعه أخرى من الآثار النبوية  ولهذه ألبرده قصة نجملها كالأتي 
عندما انتشرت الدعوة الاسلامية واعتنق ( بجيراخو كعب الإسلام كتب اليه أخوه  كعب  يوبخه ويهجو رسول الله صلى الله عليه وسلم  فرد عليه بجير محذرا بان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أهدر  دمه  طالبا منه أن يقبل إلى رسول الله ويعتذر منه  وفعلا اقبل كعب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم  ثم قام فانشد يمدحه ويمدح المهاجرين في قصيدته اللامية الشهيرة التي مطلعها 
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول
متيم أثرها لم يفد  مكبول
ولما وصل إلى قوله 

إن النبي لنور يستضاء به

مهند من سيوف الله مسلول
خلع النبي صلى اله عليه وسلم بردته وألقاها على الشاعر إكراما له وتأكيدا لعفوه وحمايته له فأطلق النقاد على هذه القصيدة  العصماء اسم ( البردة ) وهي قصيدة طويلة عدد أبياتها 58 بيتا تعد من اجود الشعر العربي 
وثمة قصيدة أخرى تحمل اسم ( البردة )قالها المحدث والخطاط والشاعر محمد سعيد البوصيري بين عام 
( 1211\1296 ) 
في القرن الثالث عشر معارضا قصيدة كعب ابن زهير ومطلع القصيدة يقول 
امن تذكر جيران بذي سلم
مزجت  دمعا جرى من مقلة بدم
ويقول
محمد سيد الكونين والثقلين
والفريقين من عرب ومن عجم
يا أكرم الرسل مالي من ألوذ به
سواك عند حلول الحادث العمم
ويروى أن البوصيري كان أصيب بالفالج فنظم هذه القصيدة في مدح الرسول طالبا شفاعته حتى إذا رأى الرسول صلى الله عيه وسلم في منامه  انه مسح على وجهه وألقى بردته عليه ( في الحلم ) فبراء من علته  وقد قام الأدباء والعلماء والمتصوفة بدراسة هذه القصيدة وتثبيتها وأصبحت نشيد الأذكار والمديح النبوي  وآخر من عارضها هو الشاعر احمد شوقي في نهج البرد ة ريم علي القاع بين البان والعلم         احل سفك دمي في الاشهر الحرم                   لما رنا حدثتني النفس قائلة              يا ويح جنبك بالسهم المصيب رمي الي                 لزمت باب امير الانبياء ومن             يمسك بمفتاح باب الله  يغتنم                    محمد صفوة الباري ورحمته            وبغية الله  من خلق ومن نسم                     سرت بشائر بالهادي ومولده            في الشرق والغرب مسرى النور في الظلم  اتيت والناس فوضي لا تمر بهم         الا على صنم قد هام في صنم                               اسري بك الله ليلا اذ ملائكته            والرسل في المسجد الاقصى على قدم            حتي بلغت سماء لا يطار لها            علي جناح ولا يسعى علي قدم                                      يا رب هبت شعوب من منيتها           واستيقظت امم من رقدة  العدم    وهي القصيدة التي غنتها كوكب الشرق ام كلثوم عام 1946 من تلحين الملحن الشهير رياض السنباطي  وفي عام 1946  منحت ام كلثوم  وسام الرافدين من قبل الحكومة العراقية وهو اعلي وسام في الدولة العراقية