قانون العشائر... قانون البراءتليهْ |
قبل عام 1958 كانت العشائر باعلى مستويات قوتها، حتى انه من ظلم الشيوخ وجبروتهم، اضطر الفلاحون الى الهجرة على غير هدى، وحين شرعت الهجرة المعاكسة بعد عام 58، بقي الخوف معششا في قلوب الفقراء فلم يعودوا ثانية، لكن العشائر هذه المرة ستحظى بفرصة وفكرة جديدة، الا وهي فكرة الديمقراطية وممارسة الانتخابات لشيخ العشيرة الذي يحظى بالاجماع مضافا الى الوراثة، ولا ادري هذه التجربة الديمقراطية ستمارس كل اربع سنوات ام مرة واحدة في العمر،وقانون العشائر سيضع مسمارا كبيرا في نعش القانون المدني، وربما سيسحب البساط من تحت قدمي المرجعية الدينية لتحل محلها مرجعية العشيرة، وسنكون امام فتويين، فتوى المرجعية وفتوى العشيرة، وبعدها تأتي الجماعة والحزب والكتلة، والبراءتلي كناية بغدادية عن صنف من العسكر السلطاني، صدرت بتشكيله براءة من السلطان، قد اثبت فيها انه داخل في السجل العمومي في اسطنبول، فلا يعاقب، ولايسجن، ولايحاكم، الا بامر من المرجع العمومي في اسطنبول، وبالنظر للبعد مابين بغداد واسطنبول، وانقطاع الوسائط، فان العسكري البراءتلي كان يصنع ماتسول له نفسه، من دون رادع ولازاجر، وتناقل البغداديون على سبيل الفكاهة قصة خلاصتها ان بغداديا كان في بيته هر يؤذيه، فضربه وطرده، ولكن الهر عاد الى البيت وفي عنقه ورقة، وقال لصاحب البيت، هذه في عنقي براءة من السلطان، خولني ان اقيم بها في هذه الدار من دون معارض، فقال له صاحب الدار: انك كنت تفعل الافاعيل، وكنت بلا براءة، فكيف بك الان وقد صرت (براءتلي)، وترك له البيت ورحل. |