احتفال في شارع الرشيد |
عند احد الشوارع الخلفية لشارع الرشيد, احتفل الحمّالون بالذكرى المئوية الاولي لتأسيسه وسط أكوام الازبال وانقاض الأبنية , وقاموا بأستعراض عرباتهم الخشبية والعربات التي تسحبها الحمير , فيما ارسل ما تبقى من اطلال منزل ساسون حسقيل بسمات تملؤها المرارة والحزن لتصل الاحتفال من بين الحواجز الكونكريتية التي تحوّط بعض الأركان والأزقّة .
هذا السرد الخيالي هو تصوّر لما هو عليه الواقع في شارع الرشيد والذي سيفرض نفسه بعد الأنتهاء من الأحتفالية التي اقامتها أمانة بغداد بهذه المناسبة وبمناسبة يوم بغداد ايضا والذي استمر لثلاثة ايام متتالية , فالألعاب النارية والفرق الغنائية والاستعراضات وعلى الرغم من انها اضفت على نفوس الحاضرين جواً من البهجة والسرور , الا انها ليست قادرة على تلميع الصورة المحزنة التي يعاني منها الشارع وبغداد بشكل عام كما ان اعمال التحسين والترميم التي شهدها الشارع للمسافة الممتدة من ساحة الميدان الى ساحة الرصافي نأمل ان لاتنتهي عند هذا الحد وان تستمر كما اشارت الامينة السيدة (ذكرى علوش) بأن هذه الاحتفالية ستكون الانطلاقة لأعادة الحياة الى شارع الرشيد .
من الضروري ان تعمل امانة بغداد بشكل دؤوب على ذلك وان تشخّص المشاكل والسلبيات التي ليست فقط في شارع الرشيد بل في جميع احياء بغداد فالمدينة وأحيائها تعاني ضغطا مستمرا على بناها التحتية خاصة في شبكات تصريف مياه الامطار وشبكات المياه الثقيلة بالأضافة الى قلّة الطرق المزروعة بالأشجار ومشاكل البناء غير المرخّص وغيرها الكثير من المعوّقات التي وضعت مدينة بغداد في منزلة (أسوأ مدينة للعيش) حسب تصنيف وكالة (ميرسير) العالمية وان تعمل الأمانة على تقديم مستوى افضل لتتقدم المدينة نحو الأمام ضمن هذا التصنيف.
وعوداً الى شارع الرشيد فهو من الاجزاء الرئيسية والاساسية من مدينة بغداد فلابد ان تكون الانطلاقة الحقيقية منه نحو الاهتمام بباقي الاحياء البغدادية وبأعتباره مركزاً مماثلا في اهميته التجارية شارع (وول ستريت) في (نيويورك) فأن الحاجة تزداد الى تطوير مرافقه على ان لا يخرج هذا اتطوير عن السياق المعماري والتراثي الذي يتميز فيه الشارع .
|