أم إسحق ..سنديانة فلسطين |
لا أتحدث عن زعيم إنقلاب نسّق مع المخابرات الخارجية وإعتلى دبابة ومن ثم إغتصب السلطة وتلا بلاغه الأول مقسما أنه سيحرر فلسطين، ولا عن جنرال تزينت أكتافه وصدره بالوسمة ونياشين النصر مع أنه لم يصمد لثوان أمام جيش مستدمرة إسرائيل الخزرية المتصهينة ،ولا عن صاحب صولجان يمشي بين الناس متمخترا وكأنه الفاتح أو المحرر. أتحدث عن سيدة فلسطينية مسنة ضعيفة جسديا تبلغ من العمر 80 عام ،قضت من عمرها المديد ما بعد العام 1949 مع عائلتها ولا تزال حتى يومنا هذا في كهف جبل وادي فوكين في منطقة بيت لحم ،دفاعا عن الوطن ،وحماية لأرضها من المصادرة رغم جور وأذى الإحتلال جنودا ومستدمرين . شعار هذه المرأة السنديانة"لبس ما بدي لبس ..ماني طالبة لبس ..بدي علم فلسطين يرفرف ع القدس.وحطة ما بدي حطة ..ماني طالبة حطة ..بدي علم فلسطين يرفرف ع جبال يطة . ومنديل ما بدي منديل ..ماني طالبة منديل ..بدي علم فلسطين يرفرف ع جبال الخليل". سجلت هذه المرأة المسنة الضعيفة جسديا أروع آيات الصمود والتصدي ،وأثبتت لمن إنخرطوا في ما أطلق عليها زورا وبهتانا جبهة الصمود والتصدي ،كيف يكون الصمود والتصدي الحقيقيين ،ومارست ذلك فعلا لا قولا ،وشهدت أرض الواقع صدق إنتماء سنديانتنا أم إسحق صاحبة الكهف التي هزمت الإحتلال بشقيه القذرين الجنود والمستدمرين. كما قلت آنفا أن السيدة المسنة أم إسحق ضعيفة جسديا بحكم السن والقهر والذل ،لكنها تمتلك منسوب إرادة لم نلمسه عند دول تمتلك جيوشا وأجهزة ويوهموننا بأن لهم أناشيد وطنية وأعلاما ترفرف ،وهم في الواقع تبعا لمستدمرة يهود بحر الخزر ولا أستثني أحدا ،فالطابق بات مكشوفا وهم مفضوحون بأفعالهم ،لكن سنديانتنا الثمانينية التي تتخذ من الكهف لها ولعائلتها وأغنامها مقرا وسكنا في الشتاء ومن العريشة مقرا في فصل الصيف ،يحق لها أن تفتخر بما انجزت من صمود رغم قلة الإمكانيات ،فهي قادرة وحتى يومنا هذا على الوقوف في وجه المستدمرين والجيش الإسرائيلي المدجج بالسلاح وتمنعهم من مصادرة أرضها . تخوض سنديانتنا الثمانينية أم إسحق معارك يومية مع الجيش الإسرائيلي والمستدمرين الذين يستخدمون الرصاص أحيانا لإجبارها وعائلتها على الهرب ،وفي ظنهم أن ام إسحق وعائلتها مقيدون في سجلات الجيوش العربية التي لا تصمد أمامهم لسويعات لزوم حفظ ماء الوجه على الأقل. المعارك التي تحوضها سنديانتنا الثمانينية أم إسحق كثيرة ومتنوعة ،وأولها كما أسلفنا المواجهات المستمرة مع الجيش والمستدمرين ،وتدفق مياه المستدمرات العادمة من الصرف الصحي عمدا على أرضها ،وتلقيها آلاف الإخطارات لمغادرة أرضها تمهيدا لمصادرتها ،وكذلك زيارة أفراد من الموساد على هيئة صحفيين لمعاينة الموقع عن كثب وتصوير الكهوف من الداخل والأغنام وهي نائمة وأشجار الصبار لمعرفة تاريخ زراعتها ،والأكثر اهمية من كل ما تقدم ما عرضه عليها اأحتلال البغيض من أسعار فلكية ثمن أرضها . أشفق كثيرا على أم إسحق رغم تقديري لها ومحبتي لها لصمودها وتصديها الحقيقيين للإحتلال بكل مكوناته ،فرئيس سلطة أوسلو المندثرة /وكيل الإحتلال الجديد الذي إغتصب السلطة إغتصابا وهيمن بطريقة مفضوحة على حركة فتح وحولها من حركة رصاص وتحرير إلى جهة إستثمارية يكون الفائز فيها من يعطيه الولاء والطاعة،وسيعمل لاحقا وعن سابق تصميم وقصد على إبطال صمود أم إسحق ،وإجبارها على تسليم أرضها للإحتلال لأن الصفقة العربية السلطوية مع مستدمرة إسرائيل لما تنتهي بعد،ونظرا لتوجه هذا المغتصب فإنه لم يقم بزيارة ام إسحق في كهفها أو في عريشها ولم يقم بتقبيل رأسها كما فعلت أنا ،ولا بتقبيل يدها ،لأن يده لا تلمس إلا أفخاذ زوجة النتن ياهو ليس من باب الإستمتاع بل من قبيل سحق الذات . |