التنوع العراقي الجميل

 

كانت لحظة سقوط الصنم سنة 2003 لحظة تاريخية لكل مكونات الشعب المحرومة ويصح ان نسميها تجربة التحول الديمقراطي ,ومن ثم تحولت التجربة لحديث مصالح المكونات واصبح الكلام بعدها بدولة المكونات وفي هذا السياق تظل “المواطنة” هي المفهوم الأشمل والأكثر تحديدا في وصف علاقة المواطن بالدولة بما تمليه من واجبات وتمنحه من حقوق    .            
ان التنوع في المكونات العراقية ادى الى تكون فئات متعددة واصبحت هذي الفئات بعد سقوط النظام سنة 2003 تسعى لضمان حقوقها من خلال النفوذ السياسي المتمثل في الوصول الى مراكز السلطة وقد ساهم تبني بعض الدول الديمقراطية لنظام التمثيل النسبي والانتخاب غير المباشر في تعزيز أو في نشوء ظاهرة التعددية الحزبية، حيث وفق نظام التمثيل النسبي لا يتم هدر الأصوات وتتمثل كل الفئات وبضمنها الأقليات داخل البرلمان أو المجالس المحلية بنسبة مساوية الى حد ما الى حجمها الحقيقي. منح الدستور العراقي الاقليات  حقوقا منها اذ اولا هناك اعتراف بالتعددية تنص على ان: 
"العراق بلدٌ متعدد القوميات والأديان والمذاهب" 
وأشار الدستور الى حقوق الأقليات الدينية بالقول: 
"يضمن هذا الدستور الحفاظ على الهوية الإسلامية لغالبية الشعب العراقي، كما ويضمن كامل الحقوق الدينية لجميع الأفراد في حرية العقيدة والممارسة الدينية، كالمسيحيين، والأيزيديين، والصابئة المندائيين".                                                                                                          
كذلك نص الدستور العراقي على حقوق الأقليات القومية بقوله : "يضمن هذا الدستور الحقوق الإدارية ، والسياسية ، والثقافية ، والتعليمية للقوميات المختلفة كالتركمان، والكلدان والآشوريين، وسائر المكونات الأخرى، وينظم ذلك بقانون".                                                                                      
أحببت أن أبين  في مقالي هذا عن جمال التنوع في المكونات العراقية بعيدا عن الانتخابات والسياسة واركز في موضوع الاقليات مثل المسيح والصابئة والايزيديين والتركمان والشبك هذي المكونات الجميلة التي تعطي الثوب العراقي الالوان الزاهية والتي قام الارهاب الداعشي بإبعادهم عن بيوتاتهم ومحافظاتهم ونزع كل شي جميل كانوا يمتلكونه واصبحوا نازحيين في بلدهم ومن ثم مهاجرين او لاجئين
  هذي المكونات التي لطالما عشنا معهم في مناطق العراق المختلفة وتعاملنا معهم ولم نرى منهم ما يسوء للبلد ولا للدين الاسلامي ولا للمذاهب الاخرى ,فما الذي كان يجب ان نفعله تجاه هؤلاء الاخوة ؟ 
علينا نحن كمواطنين ننتمي لمجتمع عراقي اصيل ان نحافظ على الهوية الوطنية سواء كنا من الاغلبية او من الاقليات ونتعايش سلميا فمصالحنا واحدة ومسؤوليتنا هو تكاملنا الوطني وان نلتزم بدعم التنوع والحد من العنف تجاه الإخوة من الأقليات وان ندافع عنهم مثلما ندافع عن أنفسنا ونطالب بحقوقهم قبل ان نطالب بحقوقنا فثلما دفع الشيعه والسنة ثمن باهض بسبب الاعمال الارهابية دفع المسيح والصابئة والايزيدية وباقي الاخوة من الاقليات الاخرى ثمن غالي فقتلوا وهجروا وسرقت ممتلكاتهم والنساء الايزيديات اللاتي تعرضن للسبي فلعنة الله على من أفتى بسبيهن ونبقى نطالب بحقوقهن ونقف وقفة اجلال واكبار لصبرهن ونسال الله ان يفك اسر كل رجل وامراءة من الاقليات الذين ما زالوا تحت سطوة الارهاب الداعشي في المحافظات التي خضعت لفترة من الزمن تحت سيطرة الارهاب وباذن الله ستحرر اخر شبر في ارض الحضارات من تلك السيطرة الاستعمارية الخبيثة بجهود الشباب العراقي الغيور  .          
وستبقى كل المكونات العراقية جزءا من النسيج العراقي الجميل المتعدد الثقافات والديانات ولن يكون اي مكون من هذي المكونات فريسة سهلة لاي صراع يمر به البلد وان شاء الله ستكون الفترة المظلمة قد مرت وسيرجعون الاخوة الى مناطق سكناهم وتعود لهم حقوقهم المغصوبة فهم جزء مهم لا يتجزء من المجتمع العراقي