سؤال _ لو أراد الإنسان أن يتحرر من المقدس والمنجس وسواها من التعريفات التوصيفية التي تثقل كاهل الحرية ذاتها، هل يحتاج ذلك منه إلى قرار واع أم إلى وعي مقرر؟ أنا _ بالتأكيد يحتاج إلى وعي أولي قادر على أن يرسم الهدف والمنهج ويحدد بوضوح النتيجة، وعليه أن يدرس كل الأحتمالات والفرضيات التي من الممكن أن تحدث أو ستكون، وعليه أيضا أن يستحضر جملة مفاهيم أساسية لتكون معيارية قياسية أثناء مرحلة التحول، عندما يستكمل متطلبات هذا الوعي سيكون القرار تحصيل حاصل، ليس على أساس أننا بحاجة لقرار بل على أساس نسبة النجاح والفشل الواقعية والخيال الحاجة والضرورة، القرار ممكن أن يكون أخر الخيارات. سؤال _ هل لك أن تعطي الحرية معنى دقيق دون أن نسرح في فضاءات الإيهام والمتخيل؟ أنا _ الحرية بمعناها الدقيق أن تدع الأمور تسير وفق مخططها الطبيعي مع ملاحظة أن البعض لا يفهم الطبيعية إلا من خلال بعض العلامات، هذه العلامات هي محددات الحرية منها القانون ومنها الأخلاق ومنها الدين، بشرط ألا نربط بينها لتضيق أو توسيع المعنى الطبيعي، مثلا الإنسان من حقه الطبيعي أن يختار ويتحمل نتيجة قراؤه بشرط ألا يتعدى أثر الخيار هذا حق الغير، يأت القانون والأخلاق والدين ليرشد العقل كيفية الموافقة بين الحقين (حب لأخيك ما تحب لنفسك) هنا جسدنا معنى الحرية بالكامل وببساطة. سؤال _ متى ينتبه الإنسان لقضية الحرية عندما يكون حرا حقيقيا أو عندما تؤسر أو يضيق على حريته؟ أنا _ الحرية تبقى مطلب إنساني أساسي، فالكائن الذي يولد حرا لا ينبغي له أن تصادرها منه حتى لو كان هذا الأجراء بزعم أو تحت شعار مقدس، الحرية أساسية لا تطلب بل تصان وتوطن مع وجوده. سؤال _ التاريخ رواية مسجلة أم قانون عملي؟ أنا _ أميل للقول الثاني على أن الرواية بمفردها لا تعني غير الحدث بواقعيته، أما حينما نجعل من التاريخ شبكة قوانين ترسم نهايتها في راهنية اللحظة ليكون حاضرا ممتدا للغد هنا يكون التأريخ له معنى. سؤال _ ما هي اللغة وما دورها في الواقع الأجتماعي والحضاري؟ أنا _ اللغة جزء من كيان المجتمع تراكم عبر الزمن وشخصن روح الجماعة، فهي المعبر المعرفي عن مكنون المجتمع أولا والناقل الأمين للذات المجتمعية، فهي ليست حاجة فقط بمقدار ما تؤدي من دور تواصلي بيني، بل أنها ترسم للأخر ثراء المنظومة العقلية وعمقها وقدرتها على الإبداع اللا محدود للتعبير عن كل مستجد أو مستحدث بنفس القوة التي يمكنها أن تفهم ما للأخر من نبوغ وإبداع حضاري، هنا يمكننا أن ننظر لها بصورة مركبة من الداخل المجتمعي للخارج، ومن الخارج الموضوعي للذاتي المجتمعي بمسارات متناسقة ومتوازية. سؤال _ هل يعني أن اللغة كما وصفتها تعتبر جزء من الهوية أم أنها مجرد ظاهرة من ظواهر الهوية الجمعية للمجتمع؟ أنا _ لا هذا ولا ذاك الهوية تفاعل بين الذات المجتمعية والقيم الشخصية من جهة والواقع بمعنى البيئة بما فيها الجغرافية والتاريخية، مثلا الهوية الأمريكية لها خصيصة خاصة تنتمي لطريقة العيش ولا تنتمي للمفردات الذاتية اللغة الجنس أو حتى التاريخ والحضارة، إنها تعتمد مقوم ظاهراتي ينتمي للمحسوس الجمعي، اللغة الإنكليزية باللهجة الأمريكية تبعت الهوية ولم يتبعها مقوم الهوية. سؤال _ الأدب بأعتباره إبداع حضاري يخضع في شرط نضجه للغة أم للفكر أم لمحدد أخر؟ أنا _ الأدب هو سلسلة من أحلام المجتمع الواقعية يطرح من خلالها رؤيته ككائن حي معبرا باللغة التي تستوعب مفردات هذا الحلم، فهو إذا قبل أن يكون إبداع كان نتاج الفكر مع رؤية الذات الشخصية للمجتمع مع سعة أفق تفاعلت أفقيا وعموديا داخل ما سميناه الحلم ليكون جسدا مكتوب بلغة ومقروء بلغة ظاهرها جميل ومنتج للجمال. سؤال _ من أولى بالأعتبار في الواقع المعاصر الدين أم القانون؟ أنا _ الدين قانون الإلتزام به طوعي وفردي وبالتالي القرار فيه محصور بالإنسان يلتزم أولا يلتزم بعيدا عن الجزاء الأخروي لمن يؤمن به، المجتمع الواقعي اليوم مجتمع مركب معقد ومتنوع تربطه قواعد عمل منظمة ومحركة، وحتى يكون لهذه القواعد القدرة على العمل الطبيعي لتمشية حركة المجتمع لا بد من ضوابط ملزمة وإلا حل الخراب والفساد في المجتمع، بغير حماية هذه الضوابط وفرضها بقوة السلطة وبقوة العقد الأجتماعي (القانون) تنهار المؤسسة الأجتماعية وتضطرب في عملها، لذا فالأوجب عمليا وعقليا ومنطقيا مراعاة دقة القانون وبسط أحكامه حتى لو تعارضت مع جزء من الحرية الفردية، لأنها بالأخر تحمي النظام الأجتماعي. سؤال _ ماذا تعني القراءة والكتابة ليس بمفهومها العام بل أعني الأحتراف الفكري فيهما؟ أنا _ لا يمكن لكائن حي وعاقل ويؤمن بحركة الزمن أن ينفصل عن القراءة أولا فهي سر كل المعارف وجذر كل الأفكار، بدون قراءة لا يمكن أن نستحق أن نمنح زمن أضافي في الوجود، القراءة هي الباب لتجسيد الحرية وهي السلاح الذي نصون به وجودها، فلولا القراءة وأقصد بها الأحترافية لا يمكننا أن نكتب بمعنى القراءة الإبداعية بعمقها وطريقتها في الكشف والنقد والتحليل، لا نتوقع إبداع في الكتابة يجعل من العودة للقراءة مرة أخرى ناجحا إلا إذا كانت هذه الكتابة فهمت نبض القراءة والضروري منها على وجه كامل وتام.
|