صار دكاني في أطراف السوق ، مقرا للدراويش الطيبين ، والباعة وجيران المحلة . وعادة ما تكون جلساتنا حول فطور الصباح او أوقات الشاي . وكانت الأحاديث كالمعتاد ، اخبار السياسة ، الدين ، وقفشات حياتية من هنا وهناك ، لا تخلو من الطرافة والضحك . وكان حديث اليوم ، الذي نقلته من الفيسبوك ، حول الآية 34 من سورة التوبة " والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم " وسألت : هل سبيل الله يعني فقط الحرب ام هناك أمور اخرى ؟ قال احدهم : سبل الله كثيرة ، ولا يمكن حصرها في الحرب من اجل الوطن والدين ، بل هناك حاجات الناس والتعامل مع الجار ، مساعدة الضعيف ، العطف على المساكين والأيتام ، معونة المحتاج ، مكارم الأخلاق وغيرها من المسائل . وأردف الاخر : الا مصالح المنتفعون تجعل تفسيرها بما يخدم هذه المنافع . وسألت : مَن هم ؟ قال اخر : بعض الملالي الذين يتكسبون من الدين ، واصحاب الأموال ، المرتبطين بالنفوذ السياسي والسلطوي . واليكم قصة احدهم : عادة ما يكون ، سكن الملة وعائلته ، في الجامع او جواره ، ليسهل عليه الصلاة و التواصل مع الناس من مشورة ووعظ . وفي احدى المرات ،أنهى الملة واجبه ، وعاد الى البيت ، ليغير ملابسه ! فسال زوجته : اين دشداشتي الجديدة ؟ قالت أعطيتها لفقير ! قال : لماذا؟ قالت : سمعتك تقول : من كان لديه دشداشتين ، يمكن ان يعطي واحدة لمن يحتاج اليها ؛ من فقير ومحتاج! قال : أيا ملعونة الوالدين ، هذني نسولف بيهن للناس ، مو النا !
|