الوجبات السريعة .. مرض العصر

 

أصبحت الوجبات السريعة مرض العصر جذبت إليها الكبار والصغار على حد سواء , عندما انتشرت مطاعم الفلافل والبتيتة والباذنجان أو ما يسمى شعبياً – المشكل – في كل شارع وزقاق من العراق ,حتى دوائرنا الحكومية تحتوي على هكذا مطاعم , والسبب واضح للجميع هو رخص ثمنها حيث لا تتجاوز الألف دينار مع المقبلات , كما أن البعض راح يعملها في البيوت ليبيعها على عامة الناس .. وهذا يعود إلى ضعف الرقابة العائلية والرقابة الصحية للدولة .علينا الإقرار أننا نظلم صغارنا ومعهم نظلم أنفسنا في عدم أخذنا بالغذاء الصحي , فنحن غير صحيين في اختيار وجباتنا وعدم حرصنا في تناول الوجبات المتكاملة , مثلهم نهٌزم أمام الجاهز وهمنا أن نملأ معدتنا حتى وإن دفعنا ضريبة سوء تغذيتنا اعتلال صحتنا لاحقاً.

وقد حذر معظم الأطباء من الوجبات السريعة لأنها تحتوي على نسبة عالية من الدهون من جهة وعدم خضوعها للشروط الصحية المتعارف عليها من جهة أخرى, ما يجعل هضمها صعبا إلى جانب حاجة الإنسان إلى التوازن الغذائي غير الموجود في البروتينات مثل النشويات و الفيتامينات الموجودة في الخضار التي ينصرف الكثير من الناس عن تناولها. وبالفعل أنه لأمر مؤسف أن صغارنا ورغم ما يوفره لهم أولياؤهم من الخضار والفواكه الطازجة فإنهم لا يبالون بها والتي كثيرا ما يكون مصيرها في أحشاء القمامة بل قد لا أبالغ إذا قلت إن أطفالنا الذين كثير منهم يعاني من سوء التغذية لا يتوقف الحال عندهم عند تناول الوجبات السريعة بل تفضيلهم الشيبس والحلويات والمشروبات الغازية على تفضيلهم تناول الخضار والفواكه.

وما يشجع على مطاعم كهذه انخفاض المستوى ألمعاشي لعموم المواطنين من جهة وما تقوم به الدولة من حملة تقشف مبرمجة على الموظفين والمتقاعدين من خلال استقطاع نسب من رواتبهم سنوياً تحت شعار دعم الحشد الشعبي كونهم أبناءها المقاتلين والمتقشفين في نفس الوقت… أما كبار موظفي الدولة هذه الشريحة من مدراء عامين ووزراء وبرلمانيين فهم لا يعرفون الفلافل ولا تدخل بيوتهم البتة… وإذا أراد أن يتقشفوا يوما فهم يأكلون البيتزا.