الافتخار بالنسب

 

من حق الانسان ان يتفاخر بانتمائه ولكن ليس من حقه ان يتعالى على سواه فكلكم من ادم وادم من تراب. والانتماء الى المكان او القبيلة في مجتمعاتنا العربية امر تحتمعه طبيعة الحياة الاجتماعية وسيادة الالقاب القلبية والمكانية في وقت ان الجميع امام القانون سواسية لا يتعرف بانتمائك الى هذا العرق او الجنس لكي تكون لك الاهمية اكثر من سواك.جاء وقت من الاوقات منعت فيه الدولة استخدام الالقاب منعاً باتاً وقد عانت الصحافة انذاك معاناة كبيرة فثمة اسماء ادبية لا يعرفها القراء الا بالالقاب تعودوا عليها وغالبيتهم لا يعرفون الاسماء الثلاثية لهؤلاء الادباء هما جعل كثيراً منهم يحجمون عن النشر، فانت لا تقرأ قصيدة لعبد الوهاب احمد في حين ان كاتبها هو عبد الوهاب البياتي ولا تقرأ قصيدة لمحمد مهدي في حين ان كاتبها هو محمد مهدي الجواهري ولا تقرأ نقدياً لمحسن جاسم في حين كاتبها هو محسن الموسوي وهكذا ورغم ان الالقاب تأتي للعائلة بالتوارث لا بالانتقاء الا تلك التي تأتي احياناً من مهن معين يمتهنها رب العائلة كالحداد والنجار والقصاب فتلك مما لا يدخل تويبها في ميزان الانتماء القبلي ومثلها الانتماء للاماكن واسماء المدن كالبصري والحلي والسامرائي والموصلي نسبة الى مدن البصرة والحلة وسامراء والموصل مما لا يدخل ايضاً في التبويب القبلي والعشائري.وعلى الرغم من ان دوائر اصدار الجنسية تصر على وضع خانة فيها للقب امعاناً منها في التصنيف القبلي الا ان ذلك صار يسري في الحياة مما لابد منه واول ما يتم فيه السؤال عنك، يكون عن اسم عشيرتك والى اي العمام تنتمي، وقد افردت كتب الاحساب والانساب قديماً وحديثاً ابواباً وفصولاً ومجلدات للاعراق وتفرعاتها واماكن سكناها وابرز اعلامها مما صنع موضوعاً ادبياً اخذ الكثير من جهد المؤلفين والشعراء القدامى وهو موضوع الفخر ونقائض جرير والفرزدق خير شاهد على ذلك (فلا كعباً بلغت ولا كلاباً) و (قوماً هم الانف والاذناب غيرهم) تمهيداً لعشيرة انف الناقة، الى ان اصبح مدعاة للتعالي على الاخرين كما كان يقول عمرو بن كلثوم:

اذا بلغ الفطام لنا صبي

تخر له الجبابر ساجدينا

                 او كما قال الفرزدق:

ترى الناس ما سرنا يسيرون خلفنا

           وان نحن اومأنا الى الناس وقفوا