سبب آخر للطلاق

 

عزل الذكور عن الاناث لبعض الوقت يكون مهما لبعض الحيوانات قبل التكاثر، يسمي مربو الحيوانات هذه العملية “بالتشويق”، فتواجد الجنسين معا لفترة طويلة يولد الملل والخمول، وهذا لا يقتصر على الحيوانات فحسب، بل يسري على الانسان، فمنذ بداية الخليقة وقبل تطور الانسان كان الرجل يخرج للصيد ومن عمله هذا جاء الرمز (?) الدال على الرمح الذي يستخدمه في الصيد   ، فيما يرمز للأنثى(?) الدال على المرآة التي تستخدمها لتتأنق بانتظار الزوج الكادح .

 

وبتطور الحياة لم يبق السهم سوى في الكتب الطبية والبيولوجية، وتحول الرجل لشغل أعمال أخرى، أما المرآة ظلت رفيقة المرأة في بيتها وعملها الذي بات منافسا لعمل الرجل بعدما اثبتت قدرتها على تحمل المسؤوليات الكبيرة.الرمزان ( السهم والمرآة) ضلا حاضرين في ذهني وبقوة وأنا أستمع لطروحات حول قرار يمنح الموظفين أجازه لثلاث سنوات براتب اسمي، القرار وجده الساسة حلا اقتصاديا، أذ لا يستند الى قراءة دقيقة للظروف الموضوعية، ومستوى استعداد أغلبية الموظفين لتحقيق هذه الانعطافة الكبيرة.. فمن يفكر منهم بعمل آخر سيصطدم بكساد اقتصادي خانق، المؤكد أن أكثرهم سيظل سابتا في بيته، لذا ستبرز تداعيات لهذا القرار  على الحياة الزوجية وقد تهدد استقرارها، فعنصر التشويق وانتظار الزوج الكادح سينعدم تماما، و الرمح الذي ظل قرونا شعارا لقوته سينكسر.قبل فترة تزامنت عطلة الاربعاء والخميس ومن بعدها الجمعة والسبت، توقع البعض ان يكون يوم الاحد عطلة، لم يكن التوقع صحيحا، علق صديقي على هذا مازحا بالقول: لو أن الاحد عطلة  لطلقت زوجتي، فلقد تشاجرت معها ثلاث مرات، فوجودي في المنزل لأيام يشعرني بالملل ويعكر مزاجي، وهذا ينعكس على اي خلاف بسيط مع زوجتي . وعلى الرغم المبالغة الكبيرة لصديقي الا انه تحدث عن مشكلات حقيقية تولدها البطالة أهمها الجدل العقيم غير المثمر وتداعياته على استقرار الحياة الزوجية، فالعمل قادر على كسر حالة الجمود وانعاش الحياة الزوجية، للعمل فوائد تتعدى الفائدة المادية، أذ يشكل نافذه نطل من خلالها على عالم مليء بالمعارف والتجارب العملية، بعيدا عن الخمول ،الكسل ، التفكير السلبي، أضافة الى الوساوس غير المبررة، فكثير ممن أحيلوا على التقاعد ظلت قلوبهم متعلقة بأماكن عملهم، شيء ما يشدهم الى حيث المكانة والكيان والاهمية، فشعور الانسان بانه يشغل حيزا وانه قادر على التفاعل من أهم عناصر القوة، سيما واننا نعيش ايام التكنلوجيا والادارة الالكترونية لا عصر القوة البدنية، ومن هنا على الحكومة ان تتصدى لكل ما من شانه بعث روح الاحباط عند الموظفين عن طريق تسريحهم الى سوق عمل يعاني كساد خانق ، وعليها الاستفادة من تجارب البلدان التي تصر على الاستفادة من الخبرات، بل وان بعضها انشات مزارع ومصانع مدعومة، وبكلف انتاج أعلى من المستورد لاستقطاب العاطلين ومواجهة البطالة، لأنها تدرك خطورتها على المجتمع، فهي من اسباب السرقة والأجرام، وسبب لويلات كثيرة ومتنوعة، قد يكون أحدها الطلاق .