حــــيرةٌ وتيّـــــــــــه !
أمسكت القلم وجعلته يسترسل في الكتابة بلا قيود .. فلا محدد وليس بيننا نحن الثلاثة .. انا والورقة والقلم غريب او رقيب .. فسار القلم الهوينا ليخط ببطئ شديد :
• العراق لم يحكمه نزيه بعد المرحوم قاسم والى أيامنا هذه !
• بعد التغيير الدراماتيكي الذي جرى بيد الأميركان وهلاك الطاغية المقبور استبشرنا خيراً وكنا نتوقع اننا مقبلون الى عهد جديد نسعد بعدالة حكامه ونعوض سنوات الحرمان السابقة ، كالحروب والحصار والقهر والتعسف ! وخصوصاً انهم محسوبون على جبهة المعارضين للنظام !
• ولكنا تفاجأنا جميعاً بالوجوه الذين نصبهم الأميركان حكاماً، بأنهم حفنة من جهلة وأميون ، ليس لهم اي خلفية معرفية او عملية في الادارة وتحولوا بعد فترة وجيزة الى لصوص ومافيات نهب وتسليب .. فالإسلاميون صادقون فقط عند جلوسهم على كراسي السلطة .. وكاذبون في المعارضة !
• المقربون من سلطة القرار في حكومة البعث والحزبيين وقوى الأمن المجرمة بكل صنوفها - أمن عام - مخابرات - حرس خاص - فدائيو صدام - الجيش الشعبي وجميع منسبي الوزارات الأمنية وجدوا أنفسهم بعد عز وتملق الكثيرين لهم بأنهم ( دايحـــــــ ـــــــين ) بلا مورد ولا جاه .. فانخرطوا قادة ومقاتلين في منظمات الاٍرهاب التي صنعها الأميركان وبمساعدة أذنابهم حكام الخليج والاتراك والصهاينة .
• دول الخليج اثارت الفوضى بأموالها ، وطوبى لمن يصلح ذات بين الناس وتباً لحكام السعودية وقطر والإمارات الذين أحالوا العراق وسوريا واليمن خراباً بتقديم الدعم الكبير ( مادي ولوجستي وإعلامي ) الى العملاء في سوريا ولبنان والعراق من زمر تتخذ من الوهابية قاعدة أيدولوجية .
• كان الهدف ابعاد شبح الديمقراطية التي استوطنها الأميركان في العراق وسعوا لانتشارها الى بقية الدول العربية لانها دول أسر وعائلات لاتؤمن بالديمقراطية ولا حقوق الانسان ولا تعترف بدور سياسي او قيادي للمرأة !
• كانت خيبتنا كبيرة بقوى الاسلام السياسي بنوعيه - من مدّعي الشقين العلوي والعمري - وكانوا لصوصاً بامتياز اضافة لكونهم جهلة بتقاليد الحكم والإدارة ، وكانوا بعيدين كل البعد عن سيرتي علي وعمر .
• لقد تمادى ( رجال البعث وقواه الأمنية في الدائرة القريبة والمنتفعين منه ) في الاجرام والرذيلة فباعوا أنفسهم لشياطين الوهابية ودمروا وقتلوا الكثير خلال سنوات من التغيير والى اليوم !
• ليس من حل بعد الذي جرى الاّ بسلطة قوية عادلة ليس لها شغل لا بدين مسيّس او عمامة او أسر ومشايخ تدعي الوجاهة .. فالمواطنون متساوون ( بالمواطنة ) وهي وحدها الهوية والعنوان لنا جميعاً !
• توقف القلم عن استرساله وصمت ، وليس لديه مايقول وقال - بحسرة وألم - كلمة اخيرة :
لك الله ياعراق الخير