أنا ورجل الأمل

 

قبل أيام التقيت بأحد اصدقائي المولعين بالسياسة والاحداث السياسية العامة ، وبعد تبادل التحايا والسلام ، بدأ يذكرني بأيام الحقبة السوداء ،أيام النظام البائد ،وما تلتها من أيام بعد سقوط النظام الدكتاتوري عام ٢٠٠٣ من احتلال امريكي وانهيار الدولة وفوضى سياسية عارمة بعد حل  مؤسسات الدولة العسكرية والامنية  والسياسية.
وكان بين فترة واخرى يردد لي عبارة ( ضياع حقوق الشباب ومستقبلهم ) وأخذ يتحدث عن تسلط بعض  السياسيين على ثروات البلد ومقدراته ، وكان متذمرٌ جداً من الاحزاب السياسية ، سألته لماذا هذا التشائم والتذمر من الاحزاب السياسية؟ قال مصالحهم فوق مصالح البلاد والعباد، لم يعطوا للشباب فرصة المشاركة  من خلال توظيف قدراتهم وطاقاتهم لصنع حاضرهم ومستقبل بلدهم.
سألته وما الحل ؟ هل نبقى مكبلين بقيود السياسين المتسلطين ؟ قال مفاتيح الحل بيد الشباب،  سألته وكيف ؟ قال عندما يتكاتفوا تحت تنظيم سياسي واحد يجمعهم على اساس الهوية الوطنية بعيداً عن القومية والدينية والمذهبية. قلت له لا اعتقد يوجد شاب طموح قادر واعي يرفض هذا المشروع والتجمع ولو كان  هذا المشروع موجوداً لكنت اولهم انت . 
قال وهو كذلك هذا التجمع موجوداً وانا احدهم ، سألته وهل هذا التجمع حزب سياسي ؟ قال لا نحن تجمع شبابي ، قيادي ، وطني ، نهضوي ، يستمد قوته من قاعدة جماهيرية يعمل في نطاق الشرعية القانونية، مدركون لواقع شعبنا ، مؤمنون بوحدته والشراكة في قيادته ، منفتحون على جغرافية الوطن ايماناً منا ان موطن الرافدين لكل العراقيين بمكوناتهم ودياناتهم ومذاهبهم ، تنوعنا قوة وتكاملنا وحدة وتمايزنا حقيقة متجذرة،  نعمل سوية من اجل بناء القدرات الشبابية الكفوءة وتطويرها وتدريبها بكافة الوسائل التي تواكب التطور العلمي.
سألته وماهي اهدافكم ؟ قال هدفنا الدولة العصرية العادلة ، دولة المؤسسات والقانون ، الدولة التي تحكم الدستور والقوانين في كل مفاصلها وعلى جميع ابناءها وتراعي القيم الرسالية والاعراف السلمية ، الدولة الخادمة لمواطنيها والراعية لهم .
وبعد كل هذا بدأ يسألني هل انت تنتمي الى حزب سياسي ؟ ولماذا؟  اجبته بصراحه مطلقة ، لا انتمي الى حزب سياسي، لان بعض الاحزاب السياسية  بعد اطلاعي على برامجهم وجدتهم عبارة عن حالة مغلقة غير منفتحة على الطاقات الشبابية والكفاءات العلمية ، همهم الوحيد مصالحهم الحزبية الضيقة ، وهذه الطريقة واقعاً غير صالحة لبناء دولة القانون والمؤسسات .
قال اذن تتفق معي ، قلت له ، هل لي اعرف ما اسم هذا التجمع ؟ قال اسمه تجمع الامل ، ابحث عن هذا التجمع وعن اهدافه ومبادئه ، سوف تجده يلبي طموحات الشباب الواعد ، وينمي قدراتهم ويطور مهاراتهم.