فرحة الزهرة يوم التبري من أعداء الله |
التاسع من ربيع الأول هو عيد الله الأكبر وفرح الشيعة ويوم البقر وقد وصف رواية هذا اليوم برواية عظيمة الشأن السيد بن طاووس في كتاب زوائد الفوائد وهو المحقق العارف بخفايا الروايات وحقائقها ، وقد أظهرت رواية احمد بن اسحاق القمي عن أسماء هذا اليوم التي تدور جميعها حول البراءة من الأعداء وقد ظهر ذلك جلياً من اسم الغدير الثاني ، والغدير ألتصق معناه بالولاية والولاية لا يمكن أن تقوم إلا بالبراءة من أعداء الولاية كما ظهر ذلك جلياً في آيات القرآن الكريم حيث يقول الله سبحانه وتعالى (الله لا اله إلا هو ) (1) وأحاديث أهل البيت عليهم السلام قال الإمام الرضا عليه السلام ( كمال الدين ولايتنا والبراءة من عدونا) (2) ، أي عندما كان الغدير الأول يوم الولاية فالغدير الثاني يوم البراءة من أعداء الله سبحانه وتعالى ، وبهذا فأن جناحي العقيدة قد اكتملتا بالولاية والبراءة وبذلك سوف تطير العقيدة وتتنقل مابين الأجيال وتتابع الأيام حتى ترفع من يتعلق بها من الفتن السوداء وحبائل الشيطان الى طريق السعادة والجنان ، ويوم فرحة الزهرة هو التبري من أعداء الله الذين يريدون إبعاد البشرية عن عبادة الله سبحانه وتعالى وتغير شرائعه الربانية ، لهذا فأن يوم فرحة الزهرة هو تذكير و تحذير البشرية من أعداء الله سبحانه وتعالى الذين يريدون إبعاد العباد عن السبب الذي خلقوا من أجله وهو عبادة الله سبحانه وتعالى حيث يقول العلي القدير ( وما خلقت الجنة والإنس إلا ليعبدون ) (3)سورة الذاريات آية 56)، وقد حاول أعداء الله سبحانه وتعالى من تغير الشرائع الربانية وقد نجحوا في بعض هذه المحاولات ، ونعطي ثلاث أمثال من الذين عادوا الله سبحانه وتعالى وعادوا أولياءه وأرادوا تغير شريعة الله سبحانه وتعالى وإبعاد العباد عن الطريق القويم الذي رسمه الله سبحانه وتعالى لهم ، الأول حاول التغير ونقل الرسالة من التوحيد الخالص الى الوثنية العمياء ولكنه فشل لأن صاحب الرسالة قد أفشل كل مسعاه فكان ذلك اللعين السامري وصاحب الرسالة موسى عليه السلام ، والثاني حاول ونجح في مسعاه وغيّر الرسالة السماوية من التوحيد الخالص الى الشرك الجاحد ، فأقام الثالوث وحرم حلال الله وحلل حرام الله فكان ذلك اللعين هو بولص وكانت الرسالة هي الديانة المسيحية وقد دعم الروم الوثنيين أفكار بولص اليهودي الذي دخل المسيحية كما يدعي بعد صلب عيسى عليه السلام (رفعه الى السماء) وقتلوا كل من يخالفه بالرأي وأحرقوا الكتب التي تذكر التوحيد ونبوة عيسى عليه السلام وهكذا أصبحت المسيحية اليوم كما يذكرها أغلب الباحثون بالتاريخ والأديان على إنها مسيحية بولص وليس عيسى عليه السلام ، وأما الثالث فقد حاول في تغير الرسالة المحمدية ولكن لم ينجح في مسعاه بشكل تام لأن الرسول الأعظم (ص) قال ( إني تارك فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا بعدي ، أحدهما أعظم من الأخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الأرض وعترتي أهل بيتي ولن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ) (4) ، فقد تمسك قسم من المسلمين بهذين الثقلين وثبتوا على تعاليم رسولهم العظيم (صلى الله عليه وآله وسلم) وهم أتباع أهل البيت عليهم السلام وأما القسم الثاني فقد تاه في ضلال الأفكار والمعتقدات حتى رسموا لهم رباً غير الذي نعبد فأصبح هذا الرب أو الإله الذي ينزل في كل ليلة جمعة على حمار في هيئة شاب تركي أو يجلس على العرش والعرش من تحته يترنح من ثقل الوزن وهكذا أفكار ضالة وهذا الثالث هو عمر بن الخطاب . لهذا فأن يوم التاسع من ربيع الأول هو يوم التبري من أعداء الله وأعداء أولياءه الذين يريدون ان يدفعوا بالبشرية الى التعاسة وضيق العيش والقتل والدمار وفي نهاية الطريق جهنم والنيران . (1)سورة البقرة آية الكرسي (2) مستطرفات السرائر – أبن أدريس الحلي ص64،البحار ج27 ص58 (3) سورة الذاريات آية 56(4) الجامع الصحيح للترمذي ج5ص663 |