إنطلاقة جماهير الوعي وثورتها السلمية في المحافظات |
من أبرز سمات البلاد المأزومة سياسياً ، المراوحه في "المربع الاول" وعدم العبور صعوداً الى مراحل أبعد من إمساك زمام الامور وغيرها مما نراه روتينيا في الشعارات المطروحة اسبوعيا ويبدو من المعطيات الموجودة استئناس النخبة الحاكمة بهذه المراوحة لتمضي وفق رؤاها الخاصة ..والاستمرار بمسرحيتها السنوية عند قرب الانتخابات حيث تبدأ الماكنات الاعلامية الحزبية والمال السياسي والنفعيين في البلاد في البدء باستعدادات ضخمة تقدر بالمليارات للترويج الى زعامات سياسية فاشلة وغالبا ما تتكأ عليها الاحزاب الفاسدة وان زعاماتها افسد منها . إن إدراك اللعبة لم يكن شيئا جديدة لنخبة من الشعب إنطلقت بمشروعها الاصلاحي وسط التناقضات السياسية والحرب الاعلامية والمجتمعية لكنها استطاعت ان تثبت عملية نمو الوعي الطبقي باتجاه الوضوح وتغيير مسار اللعبة و كان من الممكن للحس الجماهيري العام أن يقف عند حدود الارتباط العفوي بالموقف السياسي إلا أن الأحداث المرافقة والتي عمقت ووسعت من تجربة الجماهير، كانت قد سلمت الجماهير الجرأة والاعتماد على النفس للتحرك وفق ما تراه من المصلحة ومحاولة إنهاء وقلع بذر اليأس، والسعي لفصم الجماهير عن هذه الكيانات الفاسدة ، إن بلغ الشعب العراقي مستويات من الوعي سيجد أن الجميع بلا استثناء مسؤولون بشكل أو بآخر عن كل ما يجري من فساد وانحراف وضياع، وليس جماعة دون أخرى، أو شخص دون آخر ما حدث في مدينة الناصرية كبداية ناجحة ومرحلة مفصلية مهمة للإعلان العلني لرفض الفاسدين والرموز التي تتلاعب بالشعب كاوراق انتخابية وخاطابات فارغة ووعود كاذبة ومخجلة تترفع عن ذلك حتى عاهرة الاندية ،و بواطن الساسة الخبيثة النفعية وما يحملوه من نوايا واهداف في مسيرة عملهم السياسي الفاسد
.لذلك إعادة التجربة في ميسان كانت اوسع واكثر إدراكا من سابقتها وهذا يعني ان التفكير المشترك والاستفادة من التجربة وتطويرها لخلق رأي عام واسع اصبح من السهل تعميمه على محافظات العراق المنكوبة التي تحكمت بها طغمة فاسدة المعركة في بدايتها!! والتنظيم، والتعبئة، لا يقل أهمية عن المواجهة في الشارع والضغط الممنهج في أي محافظة تتقرقب زيارة رموز سياسية فاسدة والحذر من تكوين صورة للرأي العام ان تكون فوضى جماهيرية ضد الفوضى السياسية وانما يجب ان تكون الرؤية واضحة بعيدا عن التهوّر والانفلات لتبقى صورة الجماهير ناصعة دون تلويث لتضيف الى صيدها موقفا آخرا بعد تلك الملاحم والاعتصامات في داخل الخضراء
|