الشبك عراقيون مع وقف التنفيذ...! |
من هنا ابتدأت الطائفية، وصار كل رئيس حكومة من المحافظات تلك، يمارس الطائفية لصالح مذهبه وجماهيريه، تارك وراءه أغلبية شيعية، وأقليات من (المسيح والشبك والازيديين والصابئة والتركمان)، بلغت الطائفية ذروتها أبان حكومة البعث الصادمي، مارس التهميش على أوسع نطاق، إتجاه جميع الطوائف، ما عدا أبناء جلدته. ما بعد عام (2003)م، إستبشرت جميع الطوائف خيراً، وبدى للعامة بأن المشروع الوطني سيكون حيز التنفيذ، وبذلك تنعم كل طائفة بحقوقها وتلزم بواجباتها، ولكن ما حصل على العكس تماماً، إذ لعب الأكراد دورهم الفعال في تلك المرحلة، إضافة الى دور الدول الإقليمية عبر أجندتها داخل الحكومة العراقية، فضرب الإرهاب جميع الطوائف. الشبك المسلمين هم أيضا ضحية الإرهاب والحكومات، خلال فترة تواجدهم في العراق، فلقد أكلت سياط البعث من أجسادهم الكثير، وأحرقت السيارات المفخخة والأجساد الملغمة منهم الأكثر، وقبل أن نسقط زوايا المقال، على معاناتهم وحقوقهم المسلوبة، لابد ان نتعرف على تلك الطائفة، ونتناولها ولو بشكل بسيط. الشبك: من جملة حقوقهم المسلوبة، المحاصصة المقيتة، التي لم تسعفهم بأي منصب يمثلهم، على الرغم من تعدادهم، الذي يسمح بوجود أربعة ممثلين لهم في البرلمان، إلا انهم حرموا ذلك، ما يخص قرية "بازوايا"، هي قرية إنتاجية، وكبيرة ممتده بشكل واسع، إختيرت في السبعينات بان تكون ناحية، حالها حال القرى التي إدرجت ضمن تلك التسمية، ولكن تفاجئ الشبكيون، بقرار الغاء هذه التسمية، عام 2012 في ظل حكومة العراق الجديد، وبعد عمل ومطالبات ومظاهرات متواصلة، إلغي هذا القرار، ولكنه لم يطبق لغاية الأن..! معاناة الشبك، منذ عام 2003 ولغاية اليوم أفقدتهم الكثير، من أبنائهم ومدنهم وأموالهم، خاصة بعدما إحتلت داعش مدينة الموصل، وعاثت بمدنهم الفساد والدمار، قتل منهم خلال تلك الفترة، أكثر من 2000 شبكي، وهجر ألاف العوائل من مدنهم وأرضيهم، وشُكل من أبنائهم المئات من المتطوعين، المنظوين تحت مؤسسة الحشد الشعبي، وقدموا العديد من الشهداء للوطن والمقدسات، في محاربة داعش، وبعد كل تلك المعناة التي تعاقبت على الشبك، خلال السنوات السابقة، تتعامل حكومة العراق الجديدة، على أن الشبكي مواطن من الدرجة الثانية...! ولم تدرج تلك الطائفة المسلمة العراقية، ضمن مشروع البطاقة الوطنية، الأمر الذي يدعو الى الأستغراب، ويتطلب وقفة جادة من قبل الحكومة العراقية. نهاية المطاف أقول، وأنا مواطن ليس شبكي، ولا أمت للشبك بصلة، ولكن أرى الشبك جزء من المشروع الوطني، وأحد الوان الطيف العراقي الموحد، وعلى الحكومة العراقية والشرفاء، بان يقفوا قليلاً على وجود ومصير تلك الطائفة، ويكفي إستهتارا بالدستور والقانون، ولا يمكن تجيير مصير الشبك، وإستخدام مصيرهم، ورقة سياسية للضغط أوللتنازلات أو المقايضة، ارحموا الامهات من تلك الطائفة ممن فقدن ابنائهن للعراق، ارحموا الحشد الشبكي المجاهد، انصفوا دماء الشبكيين التي اختلطت مع تراب الوطن، وتداخلت مع دماء وأشلاء أجساد الشيعة, والسنة, والمسيح, والكرد, وكفى متاجرة بدماء الابرياء. |